الكرة تراكم وأجوال

كان شيخ مشجعي كرة القدم في عدن خلال سبعينات القرن الماضي أحمد حيدرة رحمه الله يقول " الكبة أجوال ، مَش حرفنة وبس ، إيش الفايدة من الحرافة اذا ما فيش أجوال".. 
كان من ساكني حي الشيخ عثمان ويشجع شباب التواهي ، ويسألوه ليش تشجع التواهي وانت من الشيخ ، فيقول "أنا أشجع اللعب النظيف" .
الكرة عنده إذاً أجوال ، ولعب نظيف.
خرجت الفرق العربية الثلاث السعودية ومصر والمغرب من المونديال مبكراً وتذكرت كلام أحمد حيدرة ، لعبوا كرة حديثة ونظيفة ، لكن من غير أجوال . 
ستدون في سجلات الفيفا ، كما في تاريخ كرة القدم ، ثلاث فرق مهزومة ، وهذا يفترض أن لا يحرمها من أي فرصة لتقييم إيجابي لأدائها أو أداء اللاعبين كأفراد. 
ولأننا كعرب بتنا في حاجة إلى انتصار من أي نوع كان يعادل انفعالات الهزائم التي تلاحقنا فقد حملت كرة القدم ولاعبوا كرة القدم كل بلاوي الدنيا التي أصابتنا . 
بالتأكيد سنجد سبباً لما نحن فيه إذا دققنا النظر بعيداً عن انفعال اللحظة.
التراكم في حياتنا غائب... الجميع يبدأ من الصفر .. لا نريد أن نقتنع أن الحياة لا تتغير إلا بالتراكم ولهذا لا بد من خلق أداة التراكم . 
لا معنى للتراكم عندنا على أي صورة كانت ، فلا شك أن التطور النسبي الذي ظهر في مهارات الكرة العربية لن يلتفت إليه ، فالهزيمة تلغي كل ما يرافقها من إيجابيات ، ونغرق في الهزيمة حتى الثمالة . 
نجتر الهزيمة على كل صعيد ونواصل التعثر بها وننسف معها كل شيء جميل . 
كرة القدم من بين أهم الرياضات التي تتطور بالهزيمة لأنها تكشف الخلل وتفتح الطريق لدماء جديدة وفنون وتقنيات أرقى ... ومشجعين يشبهون أحمد حيدرة كثيراً.



مقالات الكاتب