فبراير حلم شعب وحاجة مجتمع

ثورة فبراير ثورة شعبية بامتياز . معبرة عن إرادة الشعب وحاجته لدولة حديثة وديمقراطية وقواعد حقيقية لتبادل سلمي للسلطة وهي طموح وحلم الشعوب ونتيجة وعي ونضال متراكم

ولهذا فقد شارك في هذه الثورة الشعب بكل ألوانه وأحزابه شارك فيها المؤتمري والاشتراكي والإصلاحي والناصري والبعثي و القبيلي والمدني و حضر الأمي والدكتور والعامل والمهندس والفنان والفلاح سكان الريف وسكان المدينة و أكثر ما ميز ثورة فبراير هو حضور المستقلين وتحرك الأغلبية الصامتة التي التقطت اللحظة باعتبارها على موعد مع التغير وقوة المجتمع و فرصتها الذهبية

ولأنها شعبية وحقيقية فقد اعتبر كل رجل وكل امرأة أن الثورة ثورته فقدم فيها كل ما يملك باعتبار الفرد هنا هو المعني والمسؤول الأول عن التغير وكل فرد تصرف كقائد

وهذا هو مكمن قوة الثورات الشعبية ومن هنا استمرت وادهشت العالم وتجاوزت كل العقبات وضربت المثل والتضحية والإصرار وكانت حدث تاريخي انجزت الكثير في مجتمع يقع في العالم الثالث يؤمن بقوة الحاكم والغلبة ويستصغر قوة المجتمع

وقد حققت أهدافا كبيرة وغير مسبوقة وغير متصورة في الخيال العربي على الإطلاق

وثورة مثل هذا لن تكون إلا شعبية ولن تعود إلى ما قبلها لأنها أوجدت وعيا وقضية و ستبقى روحا مستمرة حتى النصر

 

والتاريخ يعلمنا أن ثورات التحولات الشعبية تمر بنفس المقدمات والمخاضات والمراحل والانعطافات التي تمر بها ثورة فبراير

من المهم أن يعي الجميع حقيقية ثورتهم فهي ليست لحزب أو جهة أو منطقة انها حلقة نادرة من حلقات القوة الشعبية ومرحلة متقدمة من مراحل التحولات الجماهيرية ويجب أن تستمر بهذا الروح وهذا الفداء وكل الحب والتجرد

كثورة لكل مواطن ينشد دولة بقواعد حضارية وهي لن تكون إلا كذلك وليس لها إلا طريقا واحدا نحو الأمام ولن تستطيع أي قوة أن تحرف المسار مهما توهمت فسنن التاريخ حاكمة وفوقها إرادة الله التي لا يقهر

 

مقالات الكاتب