جدلية من هو العدني ؟

المبدأ الذي يقوم على فكرة أبناء( ...) يتنافى مع مفهوم المواطنة المتساوية،ويناقض مفهوم الدولة،إذ لايعدو سوى محاولة لمجاراة الواقع المتخلف باسم المظلومية حينا،وباسم التمثيل الاجتماعي حينا آخر .

فعدن التي نتغنى بمدنيتها اليوم هي التي لم يبق منها سوى بعض القطع الأثرية التي تشكلت مع الوجود البريطاني ؛إذ كانت حينها مدينة عالمية على غرار هونج كونج اليوم،وكانت
الهجرة هي الأساس الذي كوَّن النسيج الاجتماعي لها ،فسكانها خليط من كل محافظات اليمن،وبقية الأجناس المجاورة لها كالصومال،والهنود،والفرس،شكل هذا التنوع مدنيتها التي ميَّزَتها عن بقية محافظات اليمن، فقام بناؤها الاجتماعي على عقد المواطنة،وليس على أساس الروابط الاجتماعية،أو العصبوية .
لذا فشلت كل المحاولات العصبوية فيها منذ تأسيس الجمعية العدنية التي رفعت شعار عدن للعدنيين،وماتلاها من محاولات أرادت مجاراة التكتلات العصبوبة التي اتَّخذت من عدن موطنًا،ومن عمقها الاجتماعي حمًى؛نتيجة لردَّات الفعل جرَّاء التهميش الذي لحق بسكانها المدنيين من المكونات العصبوية الأخرى التي تتخندق تحت رأيات قبلية، أو مناطقية،فظلت هذه الدعوات كالتائه في بيداء الزمان فلا حافظت على مدنيتها،من خلال الانخراط في كيانات مدنية منظمة تحمي مصالحها ،ولا استطاعت مجاراة التخندق القبلي،أوالمناطقي لافتقارها لرابط النسب الذي يجمعها .

والدليل على مدنية عدن أن قواعد الفرز الاجتماعي لاتضطرد عند تطبيقها على سكانها،فلا تستطيع تقسيم شجرة سكانها إلى أنساب تحدد بطونها، وقبائلها،ولا إلى سلالات؛ تحدد عرقياتها،وهوياتها الأولى .
فمثلًا إذا سألت من هو العدني؟ ستدخل في جدل بيزنطي لا يحتكم لقاعدة أو قياس .
لتعود للأصل أن عدن مدنية،وليست تجمعًا قبليًا تستطيع فرز أفراده من خلال روابط النسب،ولا تجمعًا قرويًا تستطيع فرز مكوناته على أساس الحِرَف .

مقالات الكاتب