التصالح والتسامح

يبرز التصالح والتسامح كقناعات ملحه لرفض العنف والصراعات , كثقافة تترسخ في شعب ارهق وازهق من ويل العنف والعنف المضاد , أي انها شيئا من الوعي بعد تفكير عميق ان العنف سمة حيوانية اكثر مما هي انسانية ونتائجه وخيمة , وان التصالح والتسامح هو سمة انسانية تكبح الحيوان الذي فينا وتسمح لإنسانيتنا ان تتفوق عليه , لنكن انسانيين في تعاملنا وعلاقاتنا وحسم قضايانا .

تاريخ الامم ملي بالتناحر والحروب والمجازر , وكانت دروس وعبر تفوقوا انسانيا على حيوانيتهم , وتفتح وعيهم وثقافتهم , فتغيروا مع تغيرات العصر , وتقبلوا بعض على اختلافهم , وتعايشوا سلميا , يحكم بينهم عقد اجتماعي , نظام وقانون , تسامحوا عقائديا وسياسيا وايدلوجيا , وتناسوا اعراقهم وتجاوزوا العادات والتقاليد التي تميز بينهم سلاليا وعرقيا , ليكونوا امة لا فرق بينهم الا بحكم القانون والنظام العادل .

وكثر الغط اليوم عن التصالح والتسامح , دون رصف للأرضية السياسية والثقافية له , لازال  واقعنا لا يعبر عن تلك الثقافة وقواه السياسية تفتقد للقناعات , ولازلنا في عواصف القهر والظلم والانتقام , ولازالت الحروب تهددنا والكوارث العقلية تحشد لمزيد من تلك الحروب .

التصالح والتسامح يحتاج لأرضية العفو وتقديم الاحترام للأخرين وعدم الانتقام وقلع جذور الحقد والعدوان والكراهية من نفوس الافراد.

ضبط الاعلام لما يعزز ثقافة التسامح في المجتمع لخلق وعي محب والحث على التمسك بكيان المجتمع ووحدته وقيمه , لتكن مدارسنا وجامعاتنا ومساجدنا منابر للتصالح والتسامح , ومناهجنا تحث على ذلك , وتطويرها بما يمكننا من مواجهة اثار العنف الاجتماعية على حقوق الافراد.

والواقع اننا نغذي اطفالنا وشبابنا بمزيد من الكراهية , بغباء السياسيين الذي لا يقدرون نتائج سياساتهم الغير مدروسة , والحماس الغير واعي الذي يجعل من ذلك الجيل قنابل وموقوته لحروب قادمة .

لا تحدثني على تصالح وتسامح لواقع تديره قوى سياسية متطرفة وأصولية وتعلن للملاء اجتثاث لأخر وعدم امكانية استيعابه , وتسرد جمله من خزعبلات التبرير والتغرير لفرض قناعاتها التي تتنافى والتصالح والتسامح .

لا تحدثني عن تصالح وتسامح لقوى سياسية لا عهد لها بالاتفاقات , اتفاقيات كلا يبنيها وفق قناعاته في السيطرة والتمكين على الاخرين , والتحايل عليهم وقهرهم , ليعلن انتصاره الغبي بغباء سياساته التي تضر بمن حوله ومن معه والوطن .

لا تحدثني عن تصالح وتسامح , لامة تمزقها الفتن , تنهشها الاطماع , وبعض نخبها مأسوري المال الذي يدفع من خارج حدود الارض الوطنية , والبعض غارق في نهب اموال البلد , وهم يتصارعون بحيوانية تقتل وتنهب وتبسط وتستبيح , والضحايا هم الناس البسطاء الجوعى والمحتاجين , الذي يطاردهم الموت يا جوعا او مرضا , او بطش حيوانية تلك الجماعات .

ومن يتحدث عن التصالح والتسامح , وفي حديثة يكيل التهم بالأخرين , ويشير لخزعبلات عقليته و المؤامرة على تصالحه , تصالح مشحون كراهية وانتقام مع من سيتصالح اذا مثل هذا المعتوه ؟ ما لم يتصالح اولا مع نفسه ليقيمها ويطهرها من كل ما يعيق التصالح والتسامح ,  ليصل لوعي وثقافة وقناعات التصالح والتسامح .

مقالات الكاتب