مدرسة القاع العالمية

تدين الولايات المتحدة الأمريكية بجبروتها وتسيدها على العالم اليوم لمدرسة قاع صنعاء ومؤسسها الخاخام العالمي المخضرم عبدالله بن سبأ .

واستلهمت اميريكا قوتها الفكرية والعسكرية الجبارة والتي اخضعت العالم لسطوتها ودون منازع للمعلم الاول وعميد الدار ، الذي يرجع له الفضل الاول والاخير في تأسيس مبداء فصل الدين عن الدولة واقامة دولة الدين السياسي والذين على هدئهم تم القضاء على الخلافة الاسلامية في مهدها و في اوج ازدهارها الشرعي ونظامها التشريعي العادل .

افلحت عبقرية العقلية اليهودية لخاخام صنعاء في الذهاب بالخلافة الاسلامية الفتية و تمزيق عرى اوصالها الغضة الطريئة والقضاء عليها في موقف واحد ويتيم ومشهد مؤثر وحزين ومعروف  .

واستدرك هذا اليهودي المخضرم مالات الدولة الاسلامية الناشئة بعد وفاة الرسول واصطدامها المبكرة وغير المتوقعة بإشكالية سقيفة بني ساعده ، واستدعته هذه المواقف المركبة والتي تنم عن قلة تأصيل بناء الدولة وشد اواصر اركانها وادرك بعبقرية المعهودة اهمية توظيف هذا التناقضات والبناء من اللحظة عليها .

وفي ظاهرة تفكير عميقة توصل الى  امكانية موافاته الفرصة السانحة وترتيب الاقدار الموضوعية لها حتى تتحق مأربه في القضاء على الدولة الاسلامية الوليدة والزج بها في مهالك الفرقة والاختلافات الى يوم الدين .

وكان له مبتغاه وعلى الوجهة التي يريدها وذهب بالدولة الى رحلة الا عودة لجذورها الايمانية الغضة والخصبة ، وجفت منابع خيرها شيئا وشيئا في الاولين وفي التابعين . 

ونجح عميد مدرسة قاع صنعاء البرفسور عبدالله بن سبا في تحقيق نظرية المؤامرة على الخلافة التي حاكها بدهى فريد وان اوقد جحيم فتنها الكبرى على نار هادئة ، والتهمتها بسرعة البرق وفي فترة زمنية قصيرة ، وربما استفاد من قلة خبرات العرب في الجاهلية وانعدام الشكل الهرمي لدولة او مؤسساتها في كافة عهود تخلفهم وظهور هشاشه شكل اول دولة في حياتهم وتاريخهم بقيام دول الاسلام العظيم في المدينة المنورة التي لم تدم الا بضعة وعشرين عام .

وذهبت شارة هذه الدولة العظيمة وتمزقت على فوهات براكين الدم في حروب الاخوة الاعداء واستماتتهم على الاستيلاء على الحكم ، وتأسيس ما يمكن  ان نسميه بالنظام الاسري العائلي برؤوس المؤلفة قلوبهم ، وشيدوا ارث ممالكهم الاسرية على الظلم والطغيان والانحراف الكبير في بورصة اهداف الرسالة الاسلامية للعالمين .

وبهذا تكون امريكا المعاصرة اول من استفادة من قضا عميد دار القاع على فكرة الاسلام العالمية وتحويلها في غمضة عين الى اسرية فجة قائمة على هلاك القيم والمثل العليا للدين ولحقب التاريخ المتلاحقة الى اليوم .

واستلهمت اليوم قرأة حضور العميد ابن سبأ في قرأتي لمرتكزات اساسية في نظريات الحكم في الولايات المتحدة الامريكية ، دور هذا المؤسس الاول لنظامها الدولي الجديد بعد اكثر من الف واربعمائة عام وفعله في كينونة النظام الدولي الجديد لأمريكا المعاصرة ، واستخلاص عبقرية مفكريها المعاصرين من مشكاة هذا المفكر العبقري والعالمي ، وتجديد منطلقاته الفكرية الضاربة والحية في اعماق تاريخ البشرية في حياتهم وان بنظريات التناص القابعة في ارثهم العلمي والحضاري والمتوارث جيل بعد جيل .

وبعد هذا الاستهلال والاستدلال الطويل يمكنني الوصول الى حقيقة مفادها بان لا خوف على صنعاء من احداث اليمن بقدر خوفي على الرياض وابوظبي منها .

ملاحظة 
المقال اعلاه ليس بحثا علميا استقصائيا  بقدر ماهو اشارات عامة لفتح عيون الباحثين والمختصين عليها .

مقالات الكاتب