اتفاق الرياض.. فرص ومصالح للجميع

اتفاق الرياض الذي تم توقيعه في 5 نوفمبر 2019م، أوجد فرصا ومصالح كثيرة للطرفين الموقعين عليه ولجميع الأطراف الأخرى سواء الراعية أو المعنية به، ولو أحسن كل طرف استغلال تلك الفرص السانحة أمامه لكسبنا جميعا، ولكسب معنا الوطن والمواطن..

أما إذا اعتقدنا أن مصالحنا لا تتحقق إلا حين تخرب مصالح الآخرين، فإننا لن نستفيد لا من هذا الاتفاق ولا من غيره أبدا. فالنفوس اللئيمة التي لا تستطيع إعمال قاعدة (إربح ودع غيرك يربح) لا يمكن أن تكون أطرافا إيجابية في السلام والبناء.

في هذا المقال القصير سأحاول أعدد أهم الفرص والمصالح الممكن تحقيقها من اتفاق الرياض، وأدعو كل طرف أن يفكر مليا بما يكسبه هو مباشرة من تلك الفرص والمصالح، وأن يغض الطرف عما قد يكسبه الآخرون. ثم أترك لكم الإضافة والتعليق:

أولا: الاتفاق أوقف معركة دامية كانت دائرة في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة، وأوجد فرصة للمواطن في تلك المناطق أن يستعيد الأمل في السلام.

ثانيا: الاتفاق أوجد فرصة للأطراف الجنوبية لاستعادة التصالح والتسامح، ولملمة الجرح المناطقي الذي نكأته أحداث أغسطس 2019م.

ثالثا: في الاتفاق مصلحة للمجلس الانتقالي في حجز موقع متقدم لكيانه السياسي بين الأحزاب اليمنية، والحصول على حقائب وزارية، والمشاركة ضمن وفد الشرعية في مفاوضات الحل السياسي، ومنحه فرصة للحضور السياسي، وأزال عنه صفة التمرد.

رابعا: في الاتفاق مصلحة للحكومة الشرعية في استعادة مؤسسات الدولة، وتوحيد الأجهزة العسكرية والأمنية، وحفظ الوحدة الوطنية وتوسيع صف الشرعية.

خامسا: الاتفاق أوجد فرصة للقوى السياسية الجنوبية (الانتقالي والمكونات الجنوبية الأخرى المنضوية تحت الشرعية) للتقارب والحوار وإيجاد صيغ جديدة للشراكة في تمثيل الجنوب وحمل قضيته.

سادسا: الاتفاق أعطى حافزا للقوى الوطنية اليمنية في إحياء الشراكة، والمبادرة لتوحيد الصف الجمهوري (فما تحقق مع الانتقالي يمكن أن يتحقق بأكثر يسر مع المكونات الجمهورية المقاومة للانقلاب).

سابعا: في الاتفاق مصلحة للسعودية في تعزيز موقعها في قيادة التحالف، وتقوية حضورها في التسويات القادمة للملف اليمني.

ثامنا: في الاتفاق مصلحة للمبعوث الأممي الخاص الى اليمن، كونه يصب في اتجاه مشروعه للتسوية الشاملة في اليمن.

مقالات الكاتب