فايروس الأنظمة الهشّة

تناقل الكثير صورة لاستقالة نائب وزير الصحة الإيراني بعد العجز عن مواجهة وباء كورونا وكما يقال أنه أصيب بهذا الوباء وسواء صدق ما تناقله الناس أم كان مجرد شائعات فالحقيقة والواقع في الكثير من الدول العربية والإسلامية أن الأنظمة فيها لا تهتم كثيرا لحياة مواطنيها وبالأخص الأنظمة القمعية فهمها الوحيد ملاحقة من يختلف معها سواء بالقتل أو الاعتقال أما سوى ذلك فكل شخص عليه تدبر أمر نفسه و لا علاقة للدولة بما يحل بالناس من أوبئة أو كوارث.

دولة بحجم الصين وبذلك العدد المهول من البشر عملت بشفافية تجاه كورونا مع أنها دولة قمعية نوعا ما وسجلها حافل بتقييد الحريات لكنها تقوم بواجبها الان كاملا في التعامل مع الوباء بشفافية واقتدار لم تخفي حقيقة المرض ولم تكذب على العالم وتقوم بأقصى أنواع الحماية للمواطنين يستوي في ذلك الصينيين أو الأجانب المقيمين فيها.

في حين أن دول إسلامية وعربية تتكتم على العدد الحقيقي للمصابين لديها ولم تكلف نفسها اتخاذ أي تدابير لمواجهة هذه الكارثة الإنسانية، يصعد نائب وزير الصحة الإيراني في مؤتمر صحفي ليكذب على العالم أن بلاده تخلو من الوباء وان الأمر تحت السيطرة ثم تكتشف حالات كثيرة من المصابين بالمرض سواء إيرانيين أو عرب قدموا من إيران في عدة مطارات عربية وكانوا حاملين للعدوى.

نظام الملالي القمعي الذي نجح الى حد كبير في تدمير الكثير من الدول العربية يعجز اليوم أن يواجه فيروس بل ويكون هو البؤرة لنشره للدول المجاورة وهكذا الأنظمة التي لا تهتم لحياة البشر بل تصب اهتمامها لتمكين قبضتها الحديدية عليهم.

ودول عربية عاد اليها البعض من أبنائها ممن كانوا في الصين فلم تتخذ أي تدابير احترازية حقيقية للتأكد من خلوهم من المرض ولم تقم بعزلهم في حجر صحي حتى من باب الاطمئنان عليهم، وأصبحنا لا ندري من يطبق تعاليم الإسلام في وجوب حفظ الكليات الخمس للإنسان من ضمنها حفظ النفس، اليهود والنصارى والذين لا يدينون بدين يتعاملون ضمن قواعد وقوانين الإسلام مع البشر في حين يتعامل الحكام المسلمون مع هذه الكليات باستخفاف بل يتعمدون ازهاق أنفس الناس بل والتفريط بالكليات الأربع الأخر.

الكوارث الطبيعية والاوبئة تكشف لنا يوما بعد يوم هشاشة الكثير من الأنظمة العربية وتعاملها السطحي فيما يخص حياة وأمان المواطنين.

وأما إذا تحدثنا عن الوضع الصحي في اليمن فستشتكي الحروف والكلمات في هذا الجانب وغيره فبإمكان الانفلونزا العادية ان تقتل الشخص نظرا لسوء التشخيص وانعدام ابسط مقومات العلاج فما بالنا بوباء كهذا عجزت عن علاجه الدول المتقدمة.

لم يعد للمواطن في كثير من الدول العربية والإسلامية إلا ان يثقف كل شخص نفسه صحيا لعله يوقف زحف هذا الوباء أو يقوي مناعته وليكن له حبل من الدعاء والله المعين والمستعان.

خاتمة شعرية: للشاعر احمد مطر وطني يا أيها الأرمد ترعاك السماء أصبح الوالي هو الكحّال فابشر بالعمى.

مقالات الكاتب