(الكحيت) الجنوبي!!

(الكحيت) شخصية كاريكاتيرية ساخرة قدمتها السينما المصرية كتعبير عن هروب الشخص الفقير جدا من واقعه والتهاءه بالاهتمام بمتابعة اخبار لايمت لها واقعه بأي صلة..فمثلا عندما تطالبه زوجة (الكحيت) يروح يمسك طابور عشان السكر والزيت المدعم، يرد عليها باندهاشه من ارتفاع اسعار تذاكر الطيران 30%! وعندما تلح عليه بالطلب يحذرها من طلباتها ستتسبب له باكتئاب حاد لايحمد عقباه!!.

(الكحيت) بضم الكاف وتشديد الحاء وفتحه بثيابه الرثة الغير متناسقة واصبع رجله الخارج من الشراب حريص على شرب افخم انواع السيجار ومصاحبة رجال الاعمال و علية القوم..ومع انه لايملك قرش ابيض في جيبه الا انه يتابع اخبار البورصة واسعار النفط والذهب العالميين!!.

وفي حين يتفاخر الاخرين بمالديهم،يتفاخر (الكحيت)بما ليس لديه بملابسه الرثة وشعره المجعد ولحيته غير المهذبة.

وباعتزاز ثري وفخر من لديه أموال لا يدري مخارج إنفاقها، يتعامل (الكحيت) وهو يرتدي (شمبل) بلاستيك، يعيش بأحلام اليقظة تؤرقه ازماته اللامتناهية، فيحاول تعويضها بالادعاء والكذب، وهو يجلس على المقهى متفاخرًا بقراءة الصحف اليومية!.

عندنا في الجنوب ربنا بلانا بكحيتات شبيهة بصاحبنا المصري وان بنكهة مختلفة شوية، (الكحيت) الجنوبي مع انه يدعي سيطرته على الارض الا انه يهرب من متطلبات ذلك بتهنئة;ترامب و اغاني ام كلثوم

(الكحيت) الجنوبي كل ما طالبه الناس بالعمل على استقرار خدمة الكهرباء وتوفير مياه الشرب و فرض الامن و محاربة غلاء الاسعار ومواجهة فيروس كورونا وغيرها من متطلبات المعيشة، يرد عليهم باهمية الحرب ضد الارهاب و الاشادة بالدعم الاماراتي لايران لمواجهة فيروس كورونا، ومتابعة معارك القائد العسكري الليبي خليفة حفتر..بل ومناقشة الاسباب التي ادت الى نشوء الحرب بين الكوريتين!!

يهرب (كحيت) الجنوب من حقيقة ان القوات المسلحة الجنوبية! تستلم مرتباتها من التحالف بقيادة السعودية، الى تلاوة البيان رقم (1) لاغلاق الحدود مع الشمال ويهاجم السعودية وهو يعتلي عربة عسكرية جلبتها السعودية ودفعت قيمة الوقود اللي تمشي بها!

واذا كان (الكحيت) الاصلي يلوح بالاكتئاب في وجه الحاح زوجته بالطلبات، فالكحيت الجنوبي يلوح بورقة (الارهاب) في وجه مطالبيه تحمل مسؤولياته تجاه المواطنين في المناطق اللي يدعي السيطرة عليها!!

(الكحيت) باصبع رجله اللتي خرمت الشراب يطلق على نفسه (زعيم الفقراء) ويطالبهم بالارتقاء الى مستوى تحديات المرحلة!! حتى يتمكن من قيادتهم وان لا ينشغلوا او يشغلوه بالمطالب المعيشية التي يراها (ثانوية) ولاتستحق ان تذكر ويمكن استبدالها بسيجار فاخر يؤدي الغرض او شراب منقوع الاصبع!!

(الكحيت) يعيش حالة من الانكار وسيلة لبلوغ مراميه التي لا يبذل لها اي أسباب ويحب ان يعيش (عالة) على الغير بحجة انشغالة بحاجات أهم، (الكحيت) يعيش التفاهة والصعلكة بكل تفاصيلهما مع تناقض حاد في سلوكه و شخصيته المنتفشة، لسان حاله: ان كان لابد من بذل الاسباب فعلى الجماهير ان تتحمل ضريبة قيادتي لها!!

(الكحيت) تجسيد لمسخرة الانسان عندما يقرر الهروب من مواجهة فشله الى احلام اليقظة بسبب ضعف في شخصيته يحاول اخفاءه بمناقشة الاسباب التي ادت الى اتساع (خرم الأوزون)! وهو يستخدم ربطة عنق ذات لون فاقع غير متسقة مع بدلته الوحيدة المرقعة اللتي يرتديها عند مجالسته لكبار القوم!..

الحل من وجهة نظر (الكحيت) لاصلاح الاوضاع هو قلبها راسا على عقب كماهي الصورة في عقليته المعكوسة والملتبسة!

واحد عدني سمع قصة (الكحيت) قال: يعني شحات و لابس كرفتة!! 

يا ترى كم لدينا (كحيت) في الجنوب؟ وماهو الحل معاهم؟

مقالات الكاتب