أوقفوا تدهور الأوضاع في عدن والمناطق المحررة

لم تعد الناس في هذه المناطق تحتمل مغامراتكم الصبيانية التي لا تؤدي إلى اي نتيجة في كل مرة تمارسونها سوى إلى الدمار والدم والمزيد من القتلى والثكالى والأيتام والمعوقين ...!!

على الأطراف الثلاثة العابثة بمستقبل الوطن وأهله أن تكف عن سلوكياتها التي لا ترضي الله جل وعلا ولا ترضي رسوله صلى الله عليه وسلم ، فالناس لم تعد تحتملها وتحتمل المزيد من افعالها فهي تواجه من منغصات الحياة ما تجعلها لا تثق ولا تؤمن باكاذيبكم الخطابية وادعاءاتكم التي تقتل الوطن والمواطن باسم الوطن والمواطن !

على الشرعية كطرف أول صمت ومارس السلبية تجاه ما يحدث في عدن والمناطق المحررة حتى آلت الأمور إلى ما هي عليه اليوم أن تدرك واجبها تجاه الشعب في اليمن عامة وفي المناطق المحررة بشكل خاص وأن توفر للناس سبل العيش الكريم في ابسط صورها وأن لا تجعل من وجودها مجرد (محلل) لميلاد واستنساخ المزيد من العصابات المسلحة التي تنتهك كل المحرمات دون وازع من دين ولا من ضمير ، وعلى الرئيس هادي أن يعلم انه بوجوده في منصب الرئيس يعتبر ولي أمر ومسؤول عن رعيته أمام الله وبالتالي عليه ان يخلص في خدمة مصالح رعيته ولا ينظر في قراراته وافعاله لرضى الآخرين حوله فرضى الله أولى واحق أن ينظر إليه ويراعيه ، وعليه أن يقطع دابر من يتسببون في عذابات ورعب وضنك عيش الناس في المناطق المحررة وأن لا يُخضع تلبية نجدة أبناءه في هذه المناطق لحسابات سياسية ضيقة ...

وعلى الانتقالي كطرف آخر تسبب في تعطيل الحياة في هذه المناطق لخدمة أطراف إقليمية طالما قبل على نفسه من خلال خطابه أن يتحمل وزر أفعال المليشيات المسلحة الغير إنسانية والغير قانونية والتي تعيث في الارض فسادا أن يكون في مستوى خطابه الذي يدٌعي فيه بأنه المسيطر على عدن وما حولها من مناطق محررة وأن تلك العصابات المسلحة خاضعة لأوامره فذلك الخطاب يلزمه أن يوقف عبث عصاباته تلك والتي وصلت إلى حد اختطاف النساء واغتصابهن وقتلهن وهتك أعراض الناس وسرقة املاكهم وتهديد أرواحهم والدوس على الضروريات الخمس التي حثت على صيانتها الشريعة والقوانين ...

وعلى التحالف كطرف آخر من أطراف العبث في اليمن عامة والمناطق المحررة بشكل خاص وبالذات المملكة العربية السعودية التي تربطها باليمن حدود برية وبحرية وعلاقات جوار تاريخية أن تعي أنه كما تدين تُدان وبالتالي عليها وهي تبحث عن مصالحها هي واخواتها في التحالف أن تراعي أن لا تزرع بسلوكها بذور صراعات جديدة للأجيال القادمة بين اليمن والمملكة ، وعليها أن تتذكر بأن لليمن مصالحة ايضا التي إذا لم تتحقق فلن تتحقق اي مصالح لأي أطراف اخرى بل على العكس سيكون الجميع في اليمن والمنطقة بشكل عام أمام وضع خطير قد لا ينجو منه أحد ، ولهذا فإننا نطالب التحالف بقيادة السعودية أن يولجوا إلى مصالحهم في اليمن من بوابة المصالح اليمنية ووفقا للاعراف والتقاليد الدولية المتعارف عليها ، وعليهم أن لا يتمادوا في تفريخ المليشيات المسلحة ودعمها فهذه المليشيات سيأتي عليها وقت تخرج عن السيطرة وتتحول إلى (متعهد) للفوضى والإرهاب وستكون تحت الطلب لمن يدفع أكثر ونخشى أن لا تستطيع المملكة واخواتها من السيطرة على هذه المليشيات في قادم المراحل وللسعودية وأخواتها تجارب قريبة في أفغانستان وغيرها تستحق ان تكون دروسا يُستفاد منها ...

الفوضى التي تجتاح عدن تتم بفعل فاعل والفاعل هي هذه الأطراف الثلاثة التي يدفعها عجزها وقلة حيلتها إلى التباري والتقاتل بأقوات الناس البسطاء وأمنهم واستقرارهم وهي السلوكيات التي لم يسبقهم اليها اعتى القوى النازية التي عرفها التاريخ البشري والتي كانت تمارس القتل مرة واحدة بينما نازية هذه الأطراف تقتل الناس مئات المرات يوميا ...!!

مقالات الكاتب