لعبة الحرب في اليمن (2)

ان مايجري في اليمن وغيرها من بلدان المنطقة ماهو الا  تأصيلا عمليا ومنهجيا لمسارات لعبة الامم التي رسمها المفكر والرسام  الامريكي الشهير كوبلاند،والتي  تمثل اليوم  الطريق القويم لسيطرة امريكا على العالم العربي ومصادر ثرواته من خلال فتح دوامات هاضمة لمصير الانظمة والشعوب فيها، واستبدالها بقيادة اكثر صدقا معها حسب تعبير كوبلاند واهدافه.

وللاسف ان  مايجري اليوم في البلدان العربية التي تعصف بها الفوضى والمشكلات.، في ظل جهل صادم لقادتها العرب بمنهجية الحروب ونظرياتها الفلسفية والاستراتيجية لامريكا خاصة واروباء على وجه العموم .، ومما يضاعف البلوى التي يعيشونها حكاما وشعوبا هو عجزهم عن مواجهتها وعدم امتلاكهم الرؤية  الواضحة للخلاص منها.، لتبقى الحلول النهائية رهينة بيد صاحبة الامر والنهي والمصلحة الحقيقة  من الحرب امريكا وامريكا  فقط، حتى وان  استعانت بادوات عالمية واقليمية وعربية ومحلية لتنفيذ خططها الاستعمارية الحديثة.، ولا تعييها الوسيلة في العثور عليهم حين تتطلب منها  مقتضيات الضرورة،وتعمل على توظيفهم للعب الادوار المباشرة وغير المباشرة نيابة عنها. 

ويذهب في الاتجاه الخطأ من لايعتقد بهذا التفسير العميق لظاهرة التحولات الدراماتيكية الجذرية التي تشهدها المنطقة واليمن في المقدمة منها وربطها بمنهجية فلسفة امريكا ونظرتها الاستراتيجية للمنطقة وتحكمها بمفاصل حاضرها وصياغة توجهاتها المستقبلية المتوافقة مع رغباتها في اليهمنة والسيطرة الكلية عليها، وجعلها حكرا لاطماعها الاستثمارية والاستعمارية.، وبالطبع لا ينفع فهمنا لها اليوم لهذه المنهجية المحكمة والمنظمة لاعمال امريكا في المنطقة، كما لاينفع الطعم للحمار تحت العقبة.

ومن المعروف بان المنطقة العربية غربت عقولها او تجهالتها او اغتالتها، وهي تجني ماعملت بها بوعي او بدون وعي بعد وقوعها في المحظور وانزلاقها في وحل الخلافات حتى الاذنين  وغرقها في تبعات حروبا وضياع حتى اصبحت برمتها  على كف عفريت.، حتى من سلمها الله من اذى امريكا بالحروب،حولتها لبقرة حلوب تدر عليها المليارات كل يوم والتي استثمرتها في استعادة تشغيل مصانع اسلحتها وتخفيض نسب البطالة التي تواجهها وخلق فرص نهوض لاقتصادها القومي على حساب تدمير  المنطقة العربية واهدار مقدراتها البشرية والمادية.

هذه الابعاد الفكرية للحروب والفوضى التي تعم المنطقة ملزمة لتشغيل العقول العربية عليها والعمل على حللت عقدها وتفكيكها عقدة عقدة حتى الوصول الى قلب الفكرة منها والتعامل مع اصحاب القرار والقائمين  عليها بصورة مباشرة علهم يدركون باننا امة تجيد قراءة المتغيرات من حولها وقادرة على الوقوف في وجه العاصفة،وان كان هذا المستحيل بعينه اليوم في  ظل انهيار الواقع العربي برمته من المحيط الى الخليج واستلاب ارادته الجمعية  واستسلامه وقبوله بالجديد والقادم من خلف البحار محميا بجبروت القوة الامريكية القاهرة.

مقالات الكاتب