لعبة الحرب في اليمن (5)

نحن من الاجيال التي وقعت ضحية لتربيتها الوطنية وثقافتها العربية المغلوطة ،وتصديقها برواية التاريخ العربي المعاصر الذي حملناه وحفظناه عن ظهر قلب،وتغنينا بامجاده وبطولاته الخرافية،لعقود متوالية من الزمن،لنكتشف بعدها انا نطارد سراب من خيالات ابطالنا، لم تقوى على الصمود في رياح التغيير الامريكية التي اجتاحت المنطقة العربية واقتلعت ثوراتها السابقة واللاحقة من الجذور بعد ان نخرتها السوسة البريطانية العالقة في باطنها منذ الولادة الاولى لها.

وبقينا عالقين على بوابة الالفية الثالثة للقرن الواحد والعشرين، ومجردين من الثورة ومن التاريخ دون القدرة على اقتحامها او دخولها بسلام.،وقد تطول رحلة الحج اليها.

وحتى ذلك الوقت المجهول علينا القبول بالعيش على قارعة العصر الكوني الحديث.

ومن باب الاعتراف بالحق فضيلة علينا الاقرار بان تاريخ هزائمنا وتخلفنا هما من صناعة بريطانيا العظمى التي نحتفل كل عام زورا وبهتانا بيوم رحيلها وافول امبراطوريتها التي لا تغيب عنها الشمس من وطننا العربي الكبير بالجغرافيا والتاريخ فقط.مع اعتقادنا الراسخ باسطورة التحرير منها.، دون الانتباه بانها استوطنت روحانية الشرق وغادرته بجسدها الجميل.

وهذه الحقيقة الساطعة كالشمس في رابعة النهار  و لامناص للعرب الهروب منها،وامتلاك الشجاعة العادلة والاقرار على انفسنا بان بريطانيا تناسلت جينيا في كافة انظمتنا الثورية والملكية على حد سواء واستولت جيوشها الجينية على الحكم في كافة الاقطار العربية  فلا غرابة ان سمعتها تتحدث اليوم بلسان فارسي في صنعاء اوبغداد  او بلسان خليجي في عدن او بلسان عبري في القاهرة. 

هذه بريطانيا العظمى لمن لا يعرفها، و التي لن تغيب الشمس عن تاريخها الاستخباري الرهيب، وهي التي تجعلنا اليوم نتصل وبطواعية تامة من تاريخنا العربي المعاصر ونعتبرة كذبة كبرى في حياتنا لتضربنا بخيبة ألامال في احلامنا الثورية التي بنينها عليه.

وجدلية حضور بريطانيا في مشهد الاحداث الجارية في  اليمن غير خاف على احد وهي تلعب على المكشوف فيها . وتحارب شرعية الدولة بسلاحها في صنعاء كما تحاربها بسلاح التحالف في عدن دون وازع من ضمير او خشية من التاريخ.
  
ويمكن التماس ادوارها الخفية والمعلنة في التغريبة الاولى والثانية للجمهورية ورحيلها باركان نظامها الوطني عن بكرة ابيه .، لتعود الجمهورية الاولى من منفاها في القاهرة على قدمين احداهما جمهوري والاخر امامي، وعندها علم الغيب بعودة الجمهورية الثانية من الرياض بكم من الاطراف والارجل الصناعية وان كانت برأس واحدة.

وهكذا  ستبقي بريطانيا سيوفها المستعارة مسلطة على اليمن وعينها على ابوظبي والرياض.

مقالات الكاتب