لعبة الحرب في اليمن (٧)

ومن غرائب الامور ان تظل الاسئلة التي حيرتنا منذ اندلاع الحرب اليمنية على حالها، ولم يطرأ عليها اي تغيير يذكر حتى  بدخولها السنة السادسة على التوالي، يظل الابهام في الاجابة عنها هو سيد الموقف.،على الرغم بان هذه الفترة العصيبة من الحرب كفيلة باجلاء الحقيقة منها والتي الكل يبحث عنها والبعض  اوقف نفسه عليها وان سيظل يتخبط في جحيم التكهنات المضلة لبوصلة تفكيره الى حين. 

وعلى خطورة لعبة الحرب في اليمن وغموضها، لم تبح الا بالنذر اليسير من اسرارها العميقة والمعيقة لنمط التفكير فيها، والتي لم تبدد آلسنة لهيبها ظلمة العتمة المحيطة بها من كل اتجاه. وان دفعت ضرورة الموقف منها  بشئ من الظن فيها الى سطح التفكير،ستظل على ندرتها وقلتها لا تغني ولا تسمن من جوع.

ولم يجد نفعا كل جهد بذلناه في استقصاء هذه الحرب واهدافها الداخلية والخارجية،و التي اشتعل آورها بفتنة مذهبية صرفة محددة واضحة  المعالم،ولكنها انقلبت في غمضة عقل و عين الى انقلاب امامي مكتمل الاركان على الدولة والذهاب بجمهوريتها الثانية وتغييبها من على ظهور الوجود في العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الوطن،وطبعا لم تقض الفتنة على السنة المذهبية برأسيها الاصلاحي والسلفي باعتبارهما على قائمة المطلوبين من الحرب، ولكنها قضت على اليمن برمتها و التي نبحث عنها لسنوات في اروقة الامم والشعوب وقد تطول رحلة العثور عليها.  

ونجاة اسود السنة وثعالب الاصلاح الماكرين في الحرب والسياسة من فخ الموت الذي نصب لهم باحكام وبتخطيط دولي، وانقلب حسرات على هولاء المخططين،والذي اندفعوا وفي ثورة غضبهم بتسليم اليمن بما حمل للاماميين الجدد نكالا بالشعب وكيانه الوطني والجمهوري وشرعيته الدستورية.

ومضت بريطانيا في جررة اليمن من الناصية والدفع بها من هاوية الى اخرى ومن انقلاب الى اخر،و مواصلتها لتفريخ قواها الانتهازية هنا وهناك وتمكينها من عوامل القوة العسكرية الضاربة.،مع امساكها المحكم بقرون التحالف وترك امريكا تحلب ثدييه بنهم شديد دون شبع يظهر عليها. 

والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا كل هذا الغليان الدولي على قطبي السنة في اليمن ؟

والجواب لا يحتاج لذكاء سياسي خارق بل الى تفكير عقلاني بسيط يهدينا الى معرفة الاسباب الاولية لهذا العداء المحكم لهما، باعتبار الاصلاح امتداد لحركة الاخوان المسلمين التي تمثل القلب النابض في كل الثورات العربية القديمة والمعاصرة والدماء المتجددة في شرياناتها، واعتبار الحركة السلفية الذاكرة الحية والمتجددة للكتاب والسنة، وطبعا لم تشفع العلاقات التاريخية التي تربط التجمع بالقوى الدولية لكونه حزب برغماتي بحت و غير راغب في تولي الحكم في اليمن وبوحي من دوره وتواجده في مختلف مراحل تاريخه السياسي الحديث ،كما لم تشفع للحركة السلفية نأيها بنفسها عن الصراعات السياسية واتباعها لولي الامر في المنشط والمكره بتعبيرهم او في الاول والاخير بتعبيري.

مقالات الكاتب