لعبة الحرب في اليمن (٨)

ثمة اعتقاد سائد بان بريطانيا هي من القت بانقلابي عدن على قلب المعترك اليمني المشتعل بالحرب لتلتقف عصاه قوى الحراك السلمي الجنوبي،التي يبدو بانها لم ينل رضا بريطانيا العظمى ودخلت في صدام  مبكر معها نتيحة لغبائها السياسي الموزع على عدد من الرؤوس الحراكية والتي لم تفهم رسالة بريطانيا ونصائحها لهم في العام الفين واثنا عشر،وفي خضم التحضيرات لانتخاب فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، ناسين او غير دارسين اللزوميات من السياسة ولزوم مايلزم منها والقاضية بالعمل على تطبيقها وتلقي النصيحة من الكبار باعتبارها اوامر غير قابلة للنقاش، وملزمة للاطراف المعنية بها بالتنفيذ وبحذافيرها دون السماح لهم بالانتقائية منها.

تعدد المفاهيم لقوى الحراك كلفها ثمن وجودها ونضالها السلمي وتضحياتها لسنوات،وقوانين السياسة لا تضع احتمالات للاخطاء ولكنها تضع حسابات اخرى بديلة، وذلك بادخالها تعديلات محددة على استراتيجيات خططها في التعامل مع القضايا الدولية الساخنة.

اذن قوى الحراك الجنوبي ذهبت ضحية لقصور فهمها لقواعد اللعبة السياسية، وبالذات مع بريطاني التي يؤكد سجلها الاستعماري والاستخباري بانها لاترحم ولا تغفر لاعدائها ولا لعملائها على حدى سوى، وهكذا اختفت قوى الحراك من المشهد اليمني الملتهب بالحرب والصراعات وتورات خلف الانظار منها.

وقوى الحراك على علاتها مقبولة وهي قيادات وطنية معروفة وفي غالب الظن بانها ابت  بكبريائها الوطني والنضالي العودة الى احضان المستعمرين الاجانب الجدد، وهذا ما حدا ببريطانيا على التفكير والعمل باخراجها من حلبة اللعبة السياسية وسعت في تأديبها بطريقتها.،ولكنها للاسف لم تؤدب الحراك لنفسه بل عاقبت اليمن بكاملها بوجود كيانها الانقلابي العقيم في عدن والذي يعمل ويجري توجيهه بالريموت في القرب والبعد و لايرى الاماترى بريطانيا ولا يعمل الا ماتريد،وعلى هدي منهجها الدؤوب في تفريخ قواها العميلة العمياء والفاقدة للبصر والبصيرة.، ولذلك تخلق  كيانها الانقلابي الجديد في عدن من اجداث رفاقها الاولين التي ستظل تتوالد جيناتها الاستخبارية فيهم الى يوم الدين.

واصيبت قوى الحراك و غيرها من القوى الوطنية الاخرى بفاجعة سقوط انقلابي عدن وفي طرفة عين عليهم من غمام العمالة وهتز وجودها الفعلي على الارض ليداهمهم بالموت دفعة واحدة من خلال انقلابه على شرعية الدولة في عدن وبسلاح تحالف دعمهما ونصرتها ، في حادثة غريبة الاطوار وغير متكررة في تاريخ الحروب والتحالفات الاستراتيجية فيها.

وبالتأكيد بان اليمن وشرعيتها الدستورية قد  تاذت من انقلاب عدن عليها اكثر من انقلاب صنعاء و ان بسلاحها الوطني،لان الاول انخرط و هرول بجنون الى الدرك الاسفل من العمالة والخيانة وترك الحبال على الغارب لاستباحة البلاد والقبول بانتهاك حرماتها  وسيادتها الوطنية وبصورة غير مسبوقة،ليضفي على المشهد اليمني تعقيدات جديدة ويدفع بها  الى اعلى الدرجات ، دون القدرة على التنبؤ بما آلت اليه الامور باستثناء القراءات الظاهرية لتداخلاته.، المتقاطعة بشكل كلي مع توجهات ابناء اليمن وقيادتها الشرعية.

مقالات الكاتب