يمن الأمجاد

يسطر الشعب اليمني بكل تكويناته السياسية والاجتماعية والمدنية أروع ملاحم البطولة والفداء والتضحية، وذلك بالتفافهم المشهود حول القيادة السياسية والعسكرية للبلاد ممثلة بفخامة المشير الركن عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهذا هو حال اليمنيين جميعهم يقفون كبنيان مرصوص في المراحل الصعبة والظروف العصيبة المهددة لأمن واستقرار الوطن، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم أو تآمر عليهم.

إن معركة اليمنيين ضد مرتزقة إيران الممثلين بمليشيا الحوثي المتمردة وقوى التطرف والإرهاب تتخذ صعدا مختلفة ومسارات متعددة لا تنحصر على الفعل العسكري وحسب، بل إنها معركة الهوية والوجود التي تتطلب فعلا شاملا يتضمن الجوانب السياسية والديبلوماسية والثقافية والفكرية، الأمر الذي حتم على اليمنيين مكابدة كل الظروف والصعاب والملمات في سبيل إنقاذ الوطن من مشروع الإرهاب الإيراني وكافة المشاريع الطامعة المتربصة بأمن اليمن واستقراره ووحدته وسلامة أراضيه.

على الصعيد السياسي والدبلوماسي حققت الحكومة انتصارا كبيرا على المشروع الإيراني، بكسب المزيد من المواقف الدولية التي شكلت مزيدا من الضغوط على مليشيا الحوثي المتمردة، جاء ذلك عقب جهود حثيثة بذلتها الحكومة لإبراز الصورة الحقيقية للمليشيا لدى المجتمع الدولي من خلال ملفات خزان صافر وقضايا المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسرا والقضايا المتعلقة بعمليات النهب المنظم للأموال العامة، وفي إطار هذه المعركة المحتدمة تضع الحكومة على طاولة المجتمع الدولي مزيدا من الملفات السوداء لمليشيا الحوثي المتمردة ذات العلاقة بتجنيد الأطفال وزراعة الألغام، وانتهاك حقوق المشمولين بالحماية في حالات النزاع، تمهيدا لتصنيفها أمميا كجماعة إرهابية مهددة للأمن والسلم الدوليين، في خطوة متقدمة ونوعية على طريق تحقيق الحسم العسكري الشامل.

في الجانب العسكري منيت المليشيا بخسائر فادحة في العتاد والسلاح والأرواح، وتوالت عليها الهزائم الساحقة على وقع الضربات القاصمة التي تتلقاها من أبطال القوات المسلحة الذين عقدوا العزم على تحرير كامل تراب الوطن واستعادة كافة مؤسسات الدولة لتعود صنعاء العروبة إلى سابق مجدها وكامل ألقها نافضة عنها غبار التاريخ وظلام الكهنوت.

الحقيقة التي لا يتنازع عليها اثنان هي أن اليمن الميمون ستظل لأبنائها صناع الأمجاد والحضارات ولثقافتها الأصيلة التي لم تشبها الشوائب، ومصير المتوردين على أرضها الطاهرة مزبلة التاريخ، وهو مصير محقق لا ريب فيه، فالبلدة الطيبة لا تقبل إلا طيباً وإن طرأ عليها الدخلاء.

مقالات الكاتب