أدخنتكم لا تضر الإصلاح و لن تحجب تعز!

قديما كانوا يدسون السم بالعسل، ثم تردى حال سلوك هذا الإنسان أو ذاك فصار يدس العسل بالسم، ثم خلف من بعدهم خلف بلغ بهم البؤس درجة أكبر، فأصبحوا يدسون السم بالسم !

    ربما صار لسان حالهم: 

   وكنت امرأ من جند إبليس فارتقى    بي الحال حتى صار إبليس من جندي.

أي بؤس و شر أصاب هذه النوعية من الناس؟ لم يعد لدى هذه النوعية حتى قليلا من العسل، و إن شئت فقل لم يعد لديهم شيئ من حياء، والرسول عليه السلام قد أكد لنا منذ قرون أن : " الحياء خير كله"، فقليل من الحياء يعيش به الناس و يتعايشون :

    حنانيك بعض الشر أهون من بعض !

 منذ فترة ليست بالقصيرة، تتعرض تعز لحملة إعلامية جائرة، يتم فيها تشويه كل جميل، و إنكار كل حقيقة، و تضخيم كل هفوة، و السرور والفرح و الاحتفاء بكل خطأ . و أي خطأ أو خطيئة في خلاف شخصي، أو جريمة ارتكبت بدافع نزعة شريرة، أو فعل عصابة مجرمة، فهناك سلوك مريض يترقب ؛ و ترقبه ليس لنصرة الضحية، و لا لمناصرة المجني عليه، و لكن لتوظيفها ضد (الإصلاح) .

يا أولئك: قولوا في الإصلاح ما تشاؤون، و انسبوا إليه زورا و كذبا كل  ما تريدون، و حمّلوه كل ما يتفتق عنه دخان مطابخكم ... قولوا أنه سبب ضحايا السيول، و أنه وراء ما يهدد اليمن و ساحل البحر الاحمر من الناقلة صافر ، و أنه وراء نهب عشرات المليارات في الحديدة و عدن، و له يد في انفجار مرفأ بيروت ... قولوا.. و قولوا عن الإصلاح كل ما يحلو لكم من التهم و البهتان !!

لا نطلب منكم أن تنصفوا الإصلاح، ولو بشطر كلمة .. لكن نطالب وبإلحاح، أن تتعاملوا بقدر من العقل و الحصافة ، فتفرقوا بين استهداف الإصلاح كحزب، و بين استمرائكم واستمراركم في تشويه تعز و أبناء تعز، وتقديمها بأسوأ صورة، و كأنها مدينة الجرائم والرعب والخوف و الفحشاء، و أنها بلا خلق و لا أخلاق،  و بلا قيم و لا ضمير ... فهذا مما لا ينبغي، ولا يليق بالشرفاء، بل هو تنكر و جحود لتعز و أبناء تعز، و لكل قيم المبادئ و الرجولة .

يتنكرون لتعز، و كأنه ليس في خطوط التماس و جبهات المواجهة رجال أفذاذ، و شباب أمجاد من كل تعز، هم من يحمون الديار، و يحفظون الذمار، و يدافعون عن الهوية والعار .

يطعنون في تعز و كأن ليس هناك شهداء وجرحى و معاقين ضحوا برجولة، و قاوموا ببسالة وفّرت للمتقولين العودة إلى المحافظة أو المدينة بعد هجر  أو خروج، و لن أقول فرار، و أتاحت لهم الأمن بعد خوف من مليشيا الكهنوت الحوثي، فنسوا الحوثي، و أشهروا أقلامهم، و أطلقوا ألسنتهم ضد أصحاب المواقف، و رجال الميدان؛  فالمقاومة يسمونها مقاولة، و الجيش عندهم مليشيا ! 

إسألوا تعز ماذا قدمت ؟ فليس عيبا أن يسأل الجاهل ليعرف، أماتعز فهي   أكبر من أن تسألهم ماذا قدموا !؟

تعرف تعز يقينا أن تمكن الحملة الأمنية من القبض على عدد من المطلوبين أمنيا لن يعجبهم ؛ لأن ذلك يفقدهم مادة للبلبلة، لكن لا ضير عندهم أن يتحولوا إلى مدافعين عن المقبوض عليهم و أنهم مظلومون و أبطال، فتلك سجيتهم، بل ثقافتهم، فقد جندوا أنفسهم قبل فترة قصيرة للدفاع و التباكي عن أحد المطلوبين عندما كانت تلاحقه الحملة الأمنية،  و آخر استغل موقعه و أساء في عمله وتمرد، فقام هؤلاء يئنون أنين الثكلى ، من هذا الإصلاحي الذي.. و الذي .. فلما لاحقته الحملة الأمنية للقبض علبه بسبب تمرده ، إذا بهم ينقلبون رأسا على عقب ، و إذا بإعلامهم يحوله و لا خالد بن الوليد !!

اعتذر أن يأخذ هؤلاء هذه السطور التي مضت ، فمجتمع تعز يعرفهم،  ولكن أعتب على صمت العقلاء منهم، لكن الضجيج الذي يحدثونه له دوي كبير خارج تعز ؛ مما يجعل أصحاب النظرة المثالية يتجاوزون الواقع ليحلقوا في أجواء جمهورية أفلاطون، و ليس في تعز المحاصرة من مليشيا إيران، و المكبلة بشحة الإمكانات، و المرصودة بخلية التكسب، والمشرحة بإعلام التضليل !!

ومع كل هذه الظروف، فإن ذلك لا يعفي اللجنة الأمنية التي يرأسها الأخ المحافظ أن تكون أكثر جدية و أسرع حسما.
 
وأحب أن أبادر للقول بأن هذه السطور ليست دفاعا عن الأجهزة الأمنية،  و بقول أدق ليس دفاعا عن اللجنة الأمنية، التي يؤخذ عليها البطء و القصور، و التردد بفعل ضغوط خلية متربصة بالمحافظة، أثرت حتى على انتظام لقاءات اللجنة، وهو ما لا ينبغي ان يكون، و أن على رئيس اللجنة الأمنية أن يعطي الصلاحيات للجنة،  عند غيابه أو تعذر حضوره أو انشغاله، فليس من طبيعة لقاءات اللجنة أن تجتمع و تقرر ، ثم ترفع نتائج اجتماعها لرئيسها فيعدل أو يلغي !

هذا تسويف و مطمطة و تأخير يؤدي إلى نتائج سلبية مضاعفة للقضايا.

تعز أكدت يوم أمس بما يشبه الاستفتاء موقفها الداعم و المساند لتعزيز الأمن و الاستقرار، كما أكدت وقوفها مع الشرعية، و رفضها القاطع لمليشيا الخراب و الدمار ؛ مليشيا إيران.

مقالات الكاتب