هل انتهى شهر العسل؟

ثمة معطيات قوية ومؤشرات اقوى توحي بقرب انتهاء شهر العسل بين تحالف دعم الشرعية، وانقلابي عدن وان كانت النهاية حتمية ومتوقعة للعلاقة بينهما،على ما يلفها من الغموض والتناقضات الواضحة  من كل جانب،وعلى مابها من علل وامراض ترشحها للموت في اية لحظة وبقدر اثارتها للشكوك و التساؤلات اللامتناهية عنها.

وتفيد علوم السياسة وتاريخها بان العلاقات غير المتكأفية و المبنية على المصالح الانية قابلة للانهيار ومهيأة للاندثار السريع و غير قابلة لصمود امام التحديات التي عادة ماتواجهها في اول الطريق. 

اذن علاقات المصالح الطارئة بين الدول والمليشيات لايمكن لها ان تخرج عن اطار ومفهوم زواج المتعة وتظل محكومة  بانتهاء قضى الحاجة منها،وبهذا المستوى من التفكير يمكن استشعار حجم الفخ الذي وقع فيه انقلابي عدن واللجؤ الى تفسير حالة الهتسيري التي اصابته على حين غرة ، واشعلت نيران غضبه على الشقيقة الكبرى في التحالف وخروج السنتها الملتهبة الى العلن وبصورة مفاجئة وغير متوقعة في الوقت الراهن على اقل تقدير.مما ينذر بتأزم علاقة الانقلابي بالرياض ويضعها في حالة عداء مستكين. وقد تطال تأثيراتها المباشرة موقعه المتقدم من مفاوضات الرياض و تتسبب في انتكاسة سياسية كبيرة له وعلى مستوى حضوره على طاولتها. 

ولكنها السياسة التي تزاوج بين المتنقاضات والمستحيل هي السياسة التي تجعل الثابت فيها قائما على قاعدة التحولات الجذرية في القناعات دون ان تمنحك الدليل، والاحتكام الى اصول لعبة المتغير والثابت فيها.وعلى هذا الاساس من التدوال ستظل شرعية الدولة هي الثابت المستقل في اللعبة ومادونها من الادوات قابلة لضياع والاهمال في اي مرحلة من مراحل التفاوض.

وعلى مايبدو بان انقلابي عدن ادرك هذه الحقائق متأخرا، مما جعله ينفجر كبرميل باروت ودفعة واحدة في وجه من؟  بالطبع في وجه التحالف وفي عقله القيادي و قلبه المالي والعسكري النابض وقوته الضاربة المملكة العربية السعودية التي لن تغفر له جرأة التفكير العلني في الخروج عن طاعتها بل تماديه بالذهاب الى ابعد من ذلك باطلاق الرجل الثاني في مكونه زخات من رصاص الغضب المجهول عليها وعلى رؤوس الاشهاد من وسائل اعلام محلية و دولية كبرى. وان كان من السابق لاوانه الحكم بانتهاء شهر العسل بين انقلابي عدن والمملكة،ولكنها دخلت مرحلة الاحتراق والتأكل المبكر بالتأكيد وهو ماينبي بقرب زوال هذا الكيان المتمرد،وان لم نعلم بتوقيت اطلاق رصاصة الرحمة عليه،وربما تكون من ظهر دبابة التحالف التي استقوى وانقلب بها على شرعية الدولة و في عاصمتها المؤقتة عدن.

مقالات الكاتب