بوابة الهاوية تصنع في السودان

حال السودان محزن حد الكأية والبكاء الفاقد للحيلة

منذ يومين حاولت أن أكتب وعجزت أكاد اختنق من القهر ليس من أجل الكوارث الطبيعية فهي من سنن الحياة تأتي  وتذهب لكن من موقف تجاهل  الأشقاء إلى موقف المجتمع الدولي الذي مازال يتشدق بقيم الإنسانية

موقف النظام العربي أقل ما يقال عنه عيب ومخزي تجاوز الفضيحة بسنوات ضوئية لصالح الغيبوبة العارية و السيولة الذائبة في فراغ الحدائق الخلفية للغرباء

موقف المجتمع الدولي هو الآخر مثل " عار " في جبين الإنسانية بعناوين عريضة للظلم والنفاق والتوحش

صور تجمع الكأية.والحزن والعجز الفاضح للشعوب مع الفضيحة العارية والظلم والنفاق عربيا وعالميا  هنا لامجال للتحدث عن القسوة.وغياب الرحمة

أنها معاني مجتمعة في صورة الكارثة السودانية حيث يظهر الجميع في حالة تجاهل غير مسبوق من القريب والبعيد لتؤكد حقيقة واحدة سوداء غليظة وشديدة الوحشة والتوحش

تعطي عنوان للأمة المنحطة والإنسانية المتوحشة التي تفوق توحشا السباع والوحوش الضارية غير ان الوحوش لاتنافق

ارض السودان وناسها وجدوا أنفسهم وحدهم غرباء في فضاء واسع مكتظ بالإنسان المتوحش والحقير  و لسان حالهم

عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى

وصوَتَ إنسانٌ فكدتُ أطيرُ

 تبرز الإنسانية هنا ا بأظلافها ومخالبها....

 إنسانية متآكلة من الداخل تحكم على نفسها بالفناء،

 فالإنسانية قيم اجتماعية فإذا غابت غاب   السياج الحامي للبشرية وانكشفت للتدحرج نحو الهلاك

الهلاك ليس بعيدا له سنن وأسباب وتجارب الأمم البشرية ماثلة العبرة وظاهرة الدروس لمن كان  له قلب

  كما أن للهلاك   صور شتى وأبرزها تعميم المصائب وتزاحمها لتصيب الجميع ويخر السقف على الجميع و هنا تتحقق العدالة التي تنكر لها الإنسان فللمصائب النازلة أشكال من أشكال العدالة ولاتاتي منفصلة الأسباب ابدا

حروب أمراض كوارث ظاهرة وباطتة فيروسات لا ترحم مثل (كورونا)التي تشبه إنسانية هذا الزمان لكنها خالية من النفاق والانتقاء على أساس اللون أو الجنس أو الدين  أو الفقر والثراء

أن انعدام الحد الأدنى من القيم الإنسانية لصالح التوحش العام والنفاق المتفشي يمثل صناعة لبوابة الهاوية وانقراض البشرية ما لم تدارك نفسها بيقظة ضمير وثورة روح.

لقد انقرضت امما بشرية  بماصنعوا وذلك  عندما يفيض الظلم وتنتفش الحقارة وتهيج  لتغطي على كل شي 

 أتحدث عن الإنسانية عموما أما العرب فالظاهر أنهم دخلوا سرداب الفناء الحضاري والانقراض لصالح الخصوم والغرباء بأرجلهم وأسنانهم وأظافرهم كغلمان ترتمي تحت أقدام الأعداء وسيوفهم تضرب ذواتهم  بلا رحمة أو شفقة  ناهيك عن التراحم البيني المفقود ...

نحن في عصر الانتحار الأعظم عربيا.

والتوحش الإنساني عموما

 ...

  إن سنن الارض ونواميس السماء  حتما  ستمضي  على الجميع باشكال مختارة ومتعددة

واذا لم تحدث مراجعة للضمير الإنساني  لإيقاف التوحش والنفاق

فأن الصبح على مسافة السكة

(اليس الصبح بقريب )

مقالات الكاتب