14 اكتوبر دروس التحرر التي لم نستوعبها

ينبغي ان يكون احتفال هذا العام بالذكرى الـ ٥٧ لثورة ١٤ اكتوبر المجيدة وقفة جادة للتفكر في الدلالات العميقة لاهداف الثورة اليمنية الخالدة سبتمبر واكتوبر، خاصة في هذه الاوقات العصيبة التي نمر بها جميعا في وطن تسحقه الحرب و يعيش ابنائه اكبر كارثة انسانية و صحية شهدها العالم المعاصر، فيما يجاهدون لاستعادة وطنهم و دولتهم من براثن الطاغوت الحوثي وامراء الحرب.

لقد وحدث ثورة اكتوبر التحررية المنتصرة السلطنات والمشيخات التي كانت تنتشر على طول الرقعة الجغرافية للجنوب اليمني، وكانت ثورة كل اليمنيين ضد الاستعمار ومن اجل بناء يمن موحد عزيز لكل ابناء اليمن في الجنوب و الشرق و الشمال و الغرب.

واليوم يتوجب علينا الوقوف امام الدوافع العظيمة و العضات من وراء تضحيات الرجال والنساء اللذين صنعوا ثورة ١٤ اكتوبر العظيمة، فعظمة الثورات تقاس بما تحققه من اهدافها وابرزها الكرامة الانسانية والازدهار والنماء. و لكنننا اليوم يجب ان نقول انه على الرغم مما تحقق من الوحدة و زوال العصبيات الا اننا لم نرى الكرامة الانسانية تتحقق و لم تنتزعهم الثورة من الفقر والحرمان و لم تحقق لهم احلامهم في التعليم و الصحة و الحرية و الديمقراطية و حقوق الانسان. و سيقول قائل ان كل ذلك تحقق في نظام ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واقول له انظر الا تكفي ١٣ يناير ١٩٨٦ للتدليل على ما آقول.

ويتجدد الامل في مبادئ الثورة بأن تأتي الذكرى الثامنة و الخمسون لثورة اكتوبر المجيدة و قد توقفت الحرب و بدأنا السير في طريق السلام بعد ست سنوات من الحرب و الدمار و الجوع و الكوارث الصحية و تسلط المليشيات الحوثية وأمراء الحرب، فلم يعد العالم يكترث لمصائبنا فنحن امة فقيرة و لا مصلحة لهم لدينا. وحينما نقرر السلام والبحث عن افضل صيغ العيش المشترك ومنها ما اتفقنا حوله في الحوار الوطني سيتحقق تقرير المصير لابناء الجنوب و أبنا كل المناطق و المحافظات اليمنية.

فلنعقد الامل بغد افضل وللنتصر للاهداف العظيمة لثورة اكتوبر ولنفكر في مآلات الامور و ننتصر للانسان اليمني المغلوب على امره.

عاش وهج ثورة ١٤ اكتوبر متقدا في قلوبنا وعاشت الثورة اليمنية.

مقالات الكاتب