سامي غالب.. حلمنا المشروع في مواجهة الخراب

العزيز: أخي و زميلي الذي كلما قلت عنه أستاذي قال نحن أصدقاء،
بكل لغات الدنيا التي لا يفهمها مدمنو لغة القطيع: نحن مع كل كلمة صادقة تصدر عنك، و مع كل حرف نبيل تخطه يدك التي لم تلوثها أموالهم، و كل مقال تبدع مضامينه و أنت تتملى ملامح الوطن الجريح مستشرفا آفاقه بعين باصرة و قلب سليم.
نحن و كثيرون غيرنا متضامنون معك و أنت تحمل عنا عبء السنوات العجاف و الأيام السوداء، ماضيها و آتيها على السواء، حاملا فكرتك الوضيئة و رسالتك السامية أعزلا من كل سلاح، بيـْـد أن في عزيمتك ما يهزم كل أسلحتهم، و مجردا من أدوات الخداع و الزينة لكن روحك النبيلة أقدر على التمدد في رحابة لا حدود لها. 
يكفيك يا صاحبي، أنك حادي قافلة "النداء" الأجمل، و مرشدها الساعي لخدمة قضايا الناس العاديين، في حين آثر آخرون المبيت في خدور الذوات و مخادعهم، و ما خاب نداؤك مهما تعالت الصيحات الفارغة كي تسكته، و لا يزال صوتك هو الأقوى لأن ضميرك لم يخذلك و لم يخذلنا. 
من بوسعه أن يتحدث عن الصحافة الحرة و الملتزمة دون الاستشهاد بك؟
و من بمقدوره الكتابة عن الكتابة الراشدة و الواعية دون الإشارة إلى ما تكتب؟
و من يهم بتناول أخلاق الصحافة و سمو رسالتها فلا بد من التعريج عليك و الإشادة بك كاتبا يمتلك كل مقومات الكتابة و صحفيا يلتزم جميع أخلاقها.
ما كان قلمك يوما جارحا، و لكن ما الحيلة إن كان في طهارة يدك ما يجرح أيادي الملوثين الممتدة يسرة و يمنة على قارعة الطرقات؟
و ما كان في كلماتك الراقية ما يؤذي الآخرين، لكنها أفكار بعضهم لا ترى في سموك إلا دليلا على أنهم في الحضيض يرتعون، و لأنك كنت – و لا تزال- صوت الضحايا المقهورين فلا بد أن يستشعر الجلادون بوقع كلماتك تلهب ظهورهم.
إن من يتطفلون على محراب الكلمة يسيئون لأنفسهم حينما يسيئون استخدامها، و السوء و الإساءة قدر لهم لا يقدرون على ما سواه و لا يقوون على الفكاك منه.
أخي و صديقي الذي تشرفت بصحبته و تتلمذت في مدرسته سبعا من السنوات، أثق أنك ستبقى كما عرفناك "سامي" فوق حملاتهم و "غالب" على كل أراجيفهم، تكسب كل يوم المحبين حولك أينما اتجهت، و يحصد غيرك الخسران.
سبع سنوات شداد و عجاف في ذاكرة الوطن و مذكرات مواطنيه، لكنهن سمان فيما قدمن لنا من صحبتك و بقية أفراد الكتيبة القابضين على جمر المبادئ. 
يبقى مكانك في القلوب التي طالما أحبتك ممتلئا بك، بحضورك البهي و ابتسامتك النقية، بصدق ما تقول و واقعية ما تكتب، بنبل الرسالة التي تحملها و تحملت الكثير في سبيلها.
نتضامن معك/ مع حلمنا المشروع في مقاومة الخراب الذي يتمدد غازيا مساحة البلد المستباحة، و رقعة الوطن المرقعة بالفجائع، 
نتضامن معك/ مع مشروعنا الحالم بوطن آمن يتساوى فيه جميع أبنائه، و يتنافسون فيه بقدر ما يحمل كل منهم من حب و حرص عليه، لا بمقدار ما يمتلكون من قناصة و قنابل و عبوات ناسفة.

مقالات الكاتب