ستظل مأرب كالبحر تلفظ جيف الحوثي

تابعنا في الآونة الأخيرة خلية الخيانة الحوثية التي عملت لفترة داخل أجهزة ومؤسسات الشرعية، لكن مأرب سرعان ما لفظتها مثلما يلفظ البحر جيفه، فهي عصية على جيف الإمامة عبر تاريخها وهي أرض مباركة طيبة لا تقبل إلا طيبا.

لم تكتف عصابة الحوثي الإرهابية بأنها جرت دولا أخرى لحرب ضد اليمن نيابة عن إيران، بل تمادت وانساقت في خيانتها لتشكيل خلايا داخل الشرعية مهمتها جمع المعلومات ورصد الأهداف وتقديم الإحداثيات في عمل يوصم بأنه عدائي وخيانة عظمى.

أعضاء الخلية الحوثية أقسموا يمين الولاء لعصابة الحوثي واستفادوا من الخونة المتواجدين داخل الشرعية الذين سهلوا لهم الوصول إلى مواقع القيادة الحساسة، وأثبت هؤلاء، أي الخلية ومن ساعد في تعيينهم، أنهم لا يدينون بالولاء للليمن وهذا بحد ذاته جريمة ترقى إلى حجم الخيانة العظمى، بل إن عملهم مع عصابة إرهابية تعمل لصالح إيران وتحرض على الشرعية الدستورية تمثل واحدة من أعظم الجرائم التي يمكن لخائن أن يرتكبها.

وتأسيسا على ذلك، فإنه يجب أن تصدر أحكاما بحقهم الإعدام شنقا، لأن ماقاموا به يعد خيانة عظمى استغلوا مواقعم العسكرية وقدموا معلومات نتج عنها القتل والاستهداف للعسكريين والمدنيين وتعاونوا مع العدو، فقد أقدم هؤلاء على إلحاق الضرر ومحاولة إسقاط الشرعية وبايعوا أعداء الجمهورية.

من السهل محاربة العدو الواقف على أبواب المدينة، كما قال المفكر الروماني ماركوس، لأنه معروف ويحمل رايته بشكل واضح، لكن الخائن يتحرك بحرية بين من يعيشون في الداخل وتنتقل همساته الخبيثة بين دروب المدينة، لأنه لا يظهر بمظهر الخائن، وهو يتكلم بلهجة مألوفة لدى ضحاياه، ويرتدي وجوههم وحججهم.

وإذا كان للإخلاص درجات، فإن الخيانة ليس لها درجات، وإذا كانت عصابة الحوثي الإرهابية قد جرت اليمن إلى حرب بالوكالة نيابة عن إيران وانساقت في خيانتها بشكل لا لبس فيه وأعلنت عداءها للشرعية ومؤسساتها، فإن المندسين داخل الشرعية يتلونون بلونها ويلبسون وجهها، وهؤلاء لا يقتصرون على هذه الخلية، بل يتواجدون في صورة الإعلامي والعسكري والبرلماني والوزير وهم ينتصرون على وطنهم لصالح دول أخرى ويحرضون على الشرعية.

هناك من يقدم العون والمساعدة من داخل الشرعية للعدو ليتمكن من قهر وطنه، وتلك لعمري هي الخيانة العظمى لأن هؤلاء يستهدفون الإضرار بالوطن ويرتكبون جرمين، الأول يعملون ضد مصلحة اليمن والثاني ضد السلم في مناطق الشرعية، فهذه الجرائم لها مساس بوجود وكيان الدولة فهم يقدمون المعونة للانقلابيين، ويحرضون على السلم الأهلي موجهين سهامهم بشكل علني ضد الشرعية، فمتى تقدم الشرعية على تطهير نفسها من كل الذين يحرضون ضدها؟

#خيوط_العمالة

مقالات الكاتب