مرحبا بالفدائيين

وصلت الحكومة إلى مطار عدن، وكان هذا حدث فارق بالنسبة لي كمواطن بسيط يدرك حجم المخاطر والتحديات التي تمر بها بلادي.

كنت قد ناديت بتجاوز "الشكليات" التي حدث حولها لغط كبير أثناء أداء وزراء الحكومة اليمين الدستورية في الرياض أمام فخامة رئيس الجمهورية، تشكيل الحكومة وتوحيد الصف باتجاه عدونا الأخطر انتصار كبير للغاية، وهو تحدي ليس بالسهل ولن يكون دون ثمن، حين قلت أن الغرق في الشكليات ترف مفرط في منعطف حساس كالذي تمر به بلادنا كانت هذه المشاهد وغيرها وأخطر منها ليست ببعيدة عن الأذهان.

التفجير الذي استقبلت به الحكومة ليس أخطر من الانفجارات التي تفخخ بها مليشيا الحوثي الإيرانية عقول الأطفال والشباب ومئات الآلاف من اليمنيين بكرة وعشيا!

وصلت الحكومة عدن، ودخلت قصر المعاشيق،  وبالنسبة لي كمواطن بسيط ايضا فإن هذا يمثل انتصار جديد يضاف لانتصار سبقه، أدرك أن عدوي هو الحوثي فقط، وأنه الكارثة والجريمة وأنه ذراع إيران القذرة.

وصلت الحكومة عدن،  وكانت إيران قد حشدت كل أدواتها وبياداتها من أجل الحيلولة دون تشكيل الحكومة ووصولها إلى عدن، حتى أن حسن زميرة خرج في مقابلة سخيفة يتحدث بفجاجة ومياعة وعهر سياسي عن دور حزب الإصلاح وعلاقته بالسعودية والإمارات!!، طفح كيلهم   ووجدوا أن اليمن مقبرة للفكر الصفوي القذر، وأن اليمنيين أقوياء في أشد لحظات الضعف، أعزة في قلب الذل، كرماء حتى مع انتشار المجاعة.

وصلت الحكومة عدن،  وبالنسبة لي كمواطن بسيط فأنا احتفل بالانتصار، والانفجار الذي حدث جولة من جولات المواجهة، شهدت مثله أكثر من ٢٠٠ صاروخ باليستي سقطت على رؤوسنا في هذه الحرب، وكانت تهتز النوافذ وتأخذ أرواح الأطفال الصغار من بينهم فتيات مخضبات بالحناء عشية عيد فطر مبارك.

حتى لو سقط شهداء من الوزراء فهو في سبيل حرية وكرامة هذا البلد، واليمن تستحق التضحية، وليست دماء الوزراء اغلى من دماء بقية اليمنيين.

وصلت الحكومة عدن ومن يقف خلف العمليات الإرهابية أراد أن يسلبنا فرحة الاستقبال، لكنني كمواطن بسيط مستبشر بعودة الحكومة واحتفل بسلامة الوزراء وبملء الفم أقول: مرحبا بالفدائيين على العين والرأس.
والرحمة للشهداء والسلامة للجرحى وليخسأ أعداء اليمن وعلى عين الحسود.

مقالات الكاتب