لن يدخلون مأرب او يحكمون اليمن!!

محمد البخيتي قبل ايام اعلن النفير العام، أما المناسبة فهي لتحرير قرية مأرب ،وفق وصفه . 

اذا كانت مأرب قرية فعلام هذه القرابين المزهقة ولماذا كل هذا الدم النازف؟؟ .ربما البخيتي غفل انه وهو يحشد في ذمار وبجواره ابو علي الحاكم كان قد قال : سنقاتل كي نستولي على غاز ونفط مأرب. 

وهذه هي ذهنية كل من يريد ان يحكم اليمن،ماضيًا أو حاضرًا ، كهنوتيًا أم جمهوريًا ، فليذهب الوطن وليهلك الشعب نظير ان يُحُكم وكي يستأثر ويتسلط على اليمنيين ..

ما يخفيه البخيتي أو سواه من اتباعهم هو ان مأرب كسرت يد الطاعة وأنحازت لفكرة الدولة العادلة المتحررة من هيمنة المركز المقدس. كما وجريرة اهلها والمنافحين عنها اليوم انهم لا يقاتلون فقط عن مأرب كساحة وجود وتكتنز النفط والغاز وانما بكونها وطن وجمهورية ودولة واحلام ومستقبل ينشدونه لكل اليمنيين .

فمأساة الجماعة الكهنوتية السلالية انها لا تدرك انها تنتحر في هضاب ورمال سبأ بحثًا عن غنيمة النفط ، ولا مشكلة لديها اذا ما القت بمئات المغرر بهم في الجحيم، وماذا يعني لها هلاك اكثر من ربع مليون انسان في حرب خاسرة وبلا منتهى؟  

كما ولا يتملكها أي شعور بالذنب او الرأفة اذا ما شردت وجوعت وقتلت ملايين الاطفال والنساء والشيوخ والرجال ممن عانوا ويعانون ويلات الحرب ومنذ اليوم المشؤوم الذي استولت فيه الجماعة الحوثية على ما بقي من دولة وعتاد ومال ونفوذ، وطبعًا بمباركة وتنسيق مع الرئيس الأسبق واتباعه. 

البخيتي حين بشَّر اليمنيين البسطاء بكون مأرب فتحًا تاريخيًا يفضي لتحرير القدس في فلسطين؛ ربما افلح في تضليل عوام الناس، لكنه بدى سخيفًا ومقرفًا لحد ان خطبته المرتجلة باتت مسخرة يتداولها غالب اليمنيين والعالم كنكتة هازئة تضاهي اكذوبة شعار الجماعة : الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل ".

لأول مرة اجد ذاتي اشفق على البخيتي وجماعته ، فعلى ما يبدو انه لم يعد لديهما ما يسوقانه ، فكل وعود الجماعة وشعاراتها تبخرت أو انها وصلت لمنتهى لا عودة فيها.. 

فمأرب ليست قرية او مدينة، وانما هي حاضرة اليمن وحاضنة احراره واحلامه ومقاومته ،وهذه للأسف ما لا يود البخيتي او جماعته سماعه أو قبوله ، وان استلزم ذلك المزيد من الاتباع والمناصرين والمضللين الذين يهلكون في جبال وقفار ورمال مأرب ..

وخلاصة الكلام ،مأرب لن يدخلونها ابدا. كما ولن يحكمون اليمن مطلقًا ،وهذه حقيقة ساطعة كشمس النهار، ففي المحصلة العبرة في النتائج وليس في الشعارات .

والحروب وعلى فداحتها لابد ان يتوافر لها مبدأ عادل والَّا صارت مأساة مضافة وبلا أي ثمن ، ومعطيات الاحداث ومنطق التاريخ لا اظنهما بمصلحة الجماعة أو سيدها المهووس بإعادة عقارب التاريخ لزمن الهادي والعبَّاس والجزَّار والمتوكل وسواهم ممن سادوا وطغوا وتجبروا فهلكوا كطغاة وجبابرة.. 

أيها الجنون توقف فيكفي دمًا ومهجًا واحزانًا وترميلًا وخرابًا .. نعم توقف فلن تكون مأرب بداية او نهاية، انها بوصلة هداية لدرب طويل لن ينتهي بغير تحرير اليمن وكل اليمن. 

مأرب عصية ومن يظن ان سيطرة الحوثيين على صنعاء او ديمومة نفوذهم في سائر المحافظات سيبدل حقائق الواقع والزمن او انه نتاج قوة وحتمية ينبغي التسليم بها فذاك انه لا يعيش في اليمن او يدرك عمق الأزمة التي صنعتها الحوثية وأثرها على اليمن واليمنيين حاضرًا ومستقبلًا .

ما احرزته مليشيات الجماعة الحوثية هو نتيجة طبيعية لتمزق وتفتيت الجبهة المناوئة، فلولا هذا الشتات والتنافر والتناحر الحاصل في تحالف دعم السلطة الشرعية لما بقت سطوة للحوثية ، ولما طال أمد الحرب كل هذه الفترة ، أو رأينا البخيتي او سيده يوعظان ويخطبان ويحشدان ويشيعان ويهددان ووووالخ.

سلام لاحرار اليمن ، وسحقًا لكل من اراد اغتصاب ارادة اليمنيين واستباحة دولتهم وحياتهم واحلامهم ..

مقالات الكاتب