تشيُّع الهاشمية الحوثية لعلي عقدة وليست عقيدة

حينما نغوص في سلوك الهاشميين الحوثيين ونتعمق في ممارساتهم نستخلص القواعد والأسس التي تظهر لنا حقيقة تشيعهم لعلي والحسين وفاطمة بأنها عقدة وليست عقيدة، فهذه الجماعة تعاني من عقد كثيرة أبرزها، عقدة النقص وعقدة الاضطهاد وعقدة الإسقاط وعقدة الانتقام وعقدة الحقد وعقدة الاعتداء والعدوانية وعقدة التحقير.

حينما نقلب البصر ونتعمق في السر الكامن وراء ذلك الحقد العنصري والممارسات المتخلفة المؤذية والوقحة في تعامل هذه الجماعة مع اليمنيين وانعدام الإحساس وإسقاط النواقص الذاتية على الآخرين والعداء الوحشي الذي يلبس لبوس التمايز ومصادرة حق الآخرين في العيش والتعايش والإصرار على تهميش الآخرين ومحاولة إلغائهم من الوجود، ندرك حجم العقد المشكلة لنفسية هذه الجماعة وأفرادها.

الهاشمية الحوثية عبارة عن مجموعة عقد وأمراض نفسية قبل أن تكون انقلاب على الجمهورية والدولة، إنها نتاج عقد نفسية أفرزت مشاكل في الممارسة والسلوك، فشخصية الهاشمي الحوثي تمتاز بخمس خصائص هي، سوء الظن والارتياب والقلق وعدم الاستقرار والاستغلال والغدر وعدم الاعتراف بوجود الآخرين والشعور بالتفوق أو الاستثنائية.

الهاشمية الحوثية عقدة مرضية تصيب كل من تأثر بها حتى لو كان من خارجها، فهي وليدة عقدة الاضطهاد الناتجة عن عقدة النقص، فالهاشمي الحوثي يسقط عقدة نقصه على الآخرين ويحاول نقل صفاته ومشاعره التي لا يرغب بها ويخجل من الوعي بكونها جزء من ذاته، فيقدم نفسه على أنه السيد والآخر عبدا ليشبع عقدة النقص التي عنده، ونلاحظ أن أتباعهم من غير الهاشميين هم مجموعة من اللصوص وقطاع الطرق الذين تغلفهم عقد النقص أيضا.

ويمتاز الهاشمي الحوثي بعقدة الإسقاط، فيسب الصحابة ويبالغ في الحشد لآل البيت ويزعم أن الآخرين لا يحبون آل البيت الذين هم هو وليس غيره، وهذه العقدة تجعل صاحبها يشعر بالعجز والفشل وقلة الحيلة وعدم الاعتراف بما لديه من عيوب، فيحول ذلك إلى عدوان واستعلاء وزهو على الآخرين والتظاهر بالشجاعة والإسراف في تقدير الذات.

ولست بحاجة إلى القول إن الصراع الطويل مع هذا الصنف من الهاشمية وعبر المراحل التاريخية المتعاقبة، يكمن في وضع هذه الجماعة كأقلية، فهم لا يشكلون سوى أقلية ولديهم الرغبة في السيطرة وتدنيهم الحضاري أنتج عندهم ذلك الشعور العميق بالنقص وأصبح مع مرور الزمن عقدة لا تفارقهم، ونتيجة لقلتهم العددية فإنهم لا يستطيعون السيطرة بالوسائل الطبيعية، فإنهم يلجأون إلى استخدام القبائل وتسخيرها في حروبهم.

أما عقدة الانتقام والرغبة الجامحة في الثأر والتي ينتج عنها عقدة التخريب وعقدة التحلل الخلقي وإفساد المجتمع فهي ظاهرة للعيان في سلوك هذه الجماعة، فحاجتها إلى تعويض النقص يلجأ الهاشمي الحوثي إلى المبالغة بالذات واستخدام القوة المفرطة والخرافة والتأله على من يحكمهم، فتظهر عقدة السيد وعقدة الاستكبار والتعالي والتظاهر بالقوة الفارغة وممارسة الكراهية تجاه من يحسن إليه والانزعاج من رؤيته والتخلص منه وإزاحته من أمامه، كما حصل مع الزعيم علي عبدالله صالح والمشايخ الذين تعاونوا مع هذه الجماعة، حيث تم تصفيتهم الواحد بعد الآخر.

أما عقدة الحقد، فهي عقدة متأصلة في نفسية الهاشمي الحوثي، فلا يمكن لكيانه أن يقوم ولا لوجوده أن يدوم من دونها، إنها القوة الضاغطة التي لا يستطيع بدونها أن يجمع عناصره المشتتة ويسوقها باتجاه واحد، وينتج عنها عقدة الاعتداء والعدوانية، فالهاشمي الحوثي عدائي بطبعه، لكنه يحاول تصوير الغير بأنه هو المعتدي ليهيئ لنفسه وسيلة مناسبة لحشد الآخرين تحت سيطرته، ويحشدهم نحو الخارج لكي يبعد إنشغالهم به وبممارساته.

الاعتداء عند الهاشمي الحوثي يصدر عن سابق إصرار وخطة مسبقة، فالهاشمي الحوثي لا يكون إلا عدائيا، فالعدوان صفة ملازمة له، يحمل الضحية كل الأوزار وينفي تهمة العدوان عن نفسه، يتساوى في ذلك المثقف منهم والجاهل، فغرائزهم الانفعالية متماثلة، ولهذا يبقى الهاشمي الحوثي هو العدو الأول للشعب اليمني، ولا ينظم معه إلا سقط المتاع من اليمنيين من الذين يشعرون بعقد نقص مماثلة لعقد الهاشمي الحوثي، مع الفارق أن الهاشمي الحوثي يقدم نفسه سيدا والقبيلي يقدم نفسه عبدا.

كل تلك العقد التي يتميز بها الهاشمي الحوثي مأرب كانت الأقدر على علاجها، فقد أخضعت مأرب هذه العصابة إلى جلسات نفسية مطولة وأسقطت عقدة الاستعلاء والتفوق والتظاهر بالقوة الفارغة، ولم يبق سوى عقدة النقص وعقدة الاضطهاد، فتلك عقد لا يفك شفرتها سوى الفريق الهاشمي غير المتحوث الذي مازال صامتا حتى هذه اللحظة ولم يجهر برفضه لممارسة هذه العصابة ، مثلما فعل أقرانه في ثورة ٤٨، ٦٢ من القرن الماضي، حينما وقف إلى جانب الشعب اليمني في ثورته ضد بيت حميد الدين.

مقالات الكاتب