هادي وحلفاؤه الانفصاليون في صنعاء

هناك كيان سياسي اسمه الجمهورية اليمنية, هذا الكيان مرشح للتفكك والفوضى جراء الانقسامات الراسية التي تتغذى من فشل الدولة ومن التمويلات الشقيقة والصديقة التي يتطلع اصحابها إلى ترسيخ وجودهم في اليمن, اليمن المؤهل لأن يكون موضع تنفيس التوترات في الاقليم ...

هناك كيان متخيل هو جمهورية اليمن الديمقراطية التي يتحدث باسمها (نائب الرئيس اليمني السابق) علي سالم البيض باعتباره رئيسها.

هناك كيانات متخيلة أخرى ستزدهر ويزداد عدد الحالمين بها في ظل تحقق الاحتمال الأول (الفوضى) وتعثر الاحتمال الثاني (دولة جنوبية), مثل مشروع حضرموت ومشروع تعز (الاقليم الأوسط بحسب تعبير بعض الفدراليين) ومشروع قيد الانجاز في الشمال بحكم الأمر الواقع المترتب على حروب صعدة بصرف النظر عما يريده الحوثيون أنفسهم ...

شخصيا لا أرى خلاص اليمنيين جميعا إلا في دولة مواطنة وسيادة قانون, إذ لا محل للرشد والعقلانية إلا في مشروع كهذا كما اتصور, ونقطة الأساس هنا هي انهاء امتيازات ما بعد حرب 94 وهذا ما لا يريده الرئيس هادي وحلفاؤه الانفصاليون في صنعاء. إذا تضاءل حضور هذا المشروع في اليمن, وهذا احتمال مرجح في ضوء قعود الرئيس هادي عن الوفاء بمسؤولياته وانعدام كفاءة الهيئات القائمة وتآكل شرعيتها وتخبط أطراف المبادرة الخليجية وانغماسهم في "مشاريع صغيرة", فإن القول الفصل سيكون للعصبويات النقية التي تجد تبريرها في تحلل الدولة, والتي سيمسك بزمامها ممثلوها الطبيعيون لا الافتراضيون الذين يطلون من شاشات التلفزيون الآن.

 

من صفحة الكاتب على "فيس بك"

مقالات الكاتب