"اليوتيوبر" العدني "محمد بن ناصر" .. عندما تسرق "اللكاعة" الجماهير بالسخرية (بروفايل)

المدنية أونلاين_عمر محمد حسن_خاص

لم يكن الشاب "محمد بن ناصر" مُتأكداً بأنه سيصل إلى الناس بهذا القبول كما هو الحل اليوم وذلك من خلال ما يقدمه من برامج اجتماعية ساخرة على منصة موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب" والتي تعالج في مضمونها الكثير من القضايا.

كانت البداية بالنسبة لشاب عدني يتوجع لحال المدينة بعمل مقاطع مريئة بشهر يونيو من العام 2017م ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحمل في طياتها الانتقاد للإخلالات في شتى القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والخدماتية بأسلوب ساخر مما ولد معه جمهور لا بأس به من المتابعين وخاصة من أبناء عدن.

كان الدافع الرئيس لظهوره على الشاشة لشعوره بعدم توصيل صوته من خلال ما يكتبه من منشورات على صفحته بـ"الفيس بوك" إلى أكبر قدر ممكن من الناس ؛ وما إن بلغ به السخط مبلغه عن الواقع السياسي المعاش حيث لجئ الشاب محمد إلى تحسين طريقة الوصول إلى المتلقي بلهجة وسخرية عدنيتين.

ومن وراء كيمرا هاتف نوع (S7) ينتج الشاب برامجه كان هذا خلال الأربعة الأشهر الماضية من العام الجاري فيما كانت بدايته قبل عامين بهاتف كيمرا نوع (S3) وبخصوص المونتاج يستخدم الشاب الهاتف فقط ؛ ويقتات الشاب رزقه من عمل صيانة الجوال وذلك من خلال الديكور الظاهر خلفه حين تسجيل البرنامج.

يتحدث الشاب ’’الذي ينحدر من مديرية كريتر‘‘ عن عدن وكل ما يهم هذه المدينة وبأسلوب ساخر وقبول عام لدى الجمهور ؛ يتحدث عن انطفاء الكهرباء وسرقة الأراضي وغلاء الأسعار وطفح المجاري والصراع السياسي وكل ما يهم المواطن ؛ حيث أن المواطن الغلبان في عدن يجد ضالته من خلال هذا النوع من البرنامج.

يستحضر الشاب البداية وما أل إليه قائلاً لـ "المدنية أونلاين" كانت البداية اجتماعية فكاهية عادية جداً بل أقل من عادية وذلك من ناحية المحتوى والتصوير ؛ وبعدها تطورت في أدائي وتقديمي للمحتوى عندما لاحظت أن هناك شريحة لا بأس بها تتابع ما أقدمه".

وأضاف ؛ " بدأت أناقش وأطرح على المتابعين أوضاع المواطن والشارع العدني من كافة النواحي تحديداً السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأناقشها وأنتقدها بطريقة بسيطة جداً غير مُتكلفة وبأسلوب الكوميديا السوداء أو كما نسميها نحن العدانية «اللكاعه».

وبلغ عدد ما أنتجه "اليوتيوبر" العدني حتى الآن (110) مقطع تناولت في مجملها الكثير من القضايا المختلفة فيما يتراوح أعداد المتابعين بصفحته على موقع "اليوتيوب" من (15 _ 25) ألف متابع إلا أن شريحة كبيرة من هؤلاء ينحدرون من عدن بحسب قوله إلا أن الكثير من النشطاء بـ"الفيس بوك" و"الوتس آب" يتهافتون على هذه البرامج الساخرة حيث تعدى جمهور برنامجه محافظة عدن إلى محافظات يمنية أخرى.

كان برنامج البرنامج بقناة (cbc) المصرية والذي يقدمه الإعلامي الساخر "باسم يوسف" مصدر إلهام بالنسبة للشاب ؛ فيما يحرص على متابعة برنامج "جو شو" للإعلامي المصري "يوسف حسين" والذي يقدم برنامجه الساخر على قناة العربي ؛ والبرامج الساخرة بطبيعتها او بمعنى «اللكاعه» هي اللغة المفهومة والأقرب والأحب للشارع العدني ، حتى اذا كان الموضوع ممل نوعاً ما فالسخرية منه او اللكاعة عليه تجذب المشاهد وتشده للاستماع بحسب الشاب الذي درس الكهرباء يوماً. 

وبالرغم من تبعية كافة وسائل الإعلام المرئية لأطراف سياسية بعينها ؛ يتحدث الشاب محمد بأنه لا يطمح أن يكون مُقدماً لبرنامج ساخر على أي قناة محلية كونه لن يجد راحته في قول ما يريده ولأنه سيتقيد بسيناريو ونص معين ناهيك عن وجود برامج كثيرة تقدم نفس المحتوى مع تغير المقدم وهذا مالا يحبذه.

 ويبدو على الشاب عدم تبعيته لأي من الأطراف السياسية في الساحة من خلال ما يقدمه فلسعات الانتقاد ثعابين تطال كل من يخل بسكون عدن والتي تحولت إلى "حلبة مصارعة" كما يحلو للبعض تسميتها بسبب سياسة الأطراف المتصارعة وبين هذا وذاك يقف الشاب "محمد بن ناصر" بعيداً في الأفق ؛ مُختتماً القول "أنا أنتمي لعدن وللمواطن العدني ولا أنتمي لأيٍ من الأحزاب والمكونات السياسية ولن أنتمي لها في يومٍ من الأيام".