أمراض القلب والسكر تحاصر (صوت الثورة) بتواطؤ الجهات المعنية..

الإعلامي العدني رفيق مدّي يعاني وحيدا بعدما خذله الجميع

المدنية أونلاين/فؤاد مسعد/خاص:

 

يقضي الإعلامي المعروف/ رفيق مدّي أيامه متنقلا بين الأطباء والعيادات باحثاً عن علاج يخفف آلامه التي تتقاسمه منذ سنوات، وبعدما أصابه السكر بات يعاني تضخماً في القلب واعتلالاً في شبكية العين، وأخيرا داهمت الغرغرينا جسده وأجبرته على بتر جزء من قدمه، وهو  في الأثناء يتهيأ لبتر جزء آخر  تحت زحف الغرغرينا.

بدأت معاناة المذيع العدني منذ سنوات حين تركه المعنيون من زملاء المهنة ومسؤولي الإعلام الذين عمل معهم فترة طويلة، بدءا بقناة اليمن الحكومية ومرورا بقناتي (السعيدة) و(سهيل)، ولكنه بات الان وحيداً في مواجهة أمراض السكر والقلب والعين، وفي مواجهة ظروف وأوضاع بالغة القسوة والمرارة، فضلا عن هموم السكن وارتفاع الإيجار ما أجبره على البقاء في منزل جدّه.

الإعلامي رفيق مدّي يعيش اليوم معاناة مضاعفة دون أن يلتفت إليه أحد، مع أنه كان يوماً يوثق معاناة اليمنيين بالصوت المؤثر والصورة المعبرة، يروي حكاياتهم وينتصر لقضاياهم، وعند انطلاق الثورة الشعبية كان صوته حاضرا بقوته المؤثرة، وقوياً بحضوره الآسر ، يسند أحلام الثوار ويخلد تضحيات الأبطال في ساحات الثورة وميادين النضال، وهناك رددت الآفاق صدى صوته قصيدة وطنية ونشيداً يمنياً يملأ الدنيا بهاء.

 كان يوثق أحداث الثورة وشهداءها، لكنه اليوم- وبكل أسى يكابد أوجاع الحياة وتبعات المرض وحيداً لم يوثق معاناته أحد، يقضي أيامه المثقلة بالألم، متنقلاً بخطى وئيدة في شوارع مدينته عدن، واجماً لا يشكو رغم ما طال جسده وروحه من أضرار وأخطار، وآثر أن يلوذ بالصمت بعدما صارت أصوات الطبول الجوفاء والأواني الفارغة تتصدر المشهد ليزداد الواقع سوءً، وتشتد وطأة المأساة.

معاناة (رفيق) ليست وجعا يخصه وحده، ولكنها توثيق لجريمة خذلان مكتملة الأركان، وتجسيد لمأساة الجندي المجهول/ المعلوم بصوته وصورته، حين غفت الضمائر واختلّت المعايير، وفي واقع (رفيق) الذي لم يرفق به تتجلى الحقيقة، حقيقة الجميع.. المليشيا التي قادت انقلابا همجياً ودمرت البلد، والجهات والمؤسسات والشخصيات التي تقف اليوم عاجزة عن مساعدة ابن عدن الأعزل- مثلها عن الانتماءات العصبية والولاءات العنصرية، ليواجه – مثل مدينته عدن، كل سوءات الماضي ومساوئ الحاضر، ومأساة رفيق ليست فقط في تضخم القلب ومرض السكر أو اعتلال العين وزحف الغرغرينا، لكنها مأساة البلد كلها.. وهي تعاني تضخم أرصدة الفاسدين ذوي الضمائر المعتلة على حساب المستحقين وما أكثرهم.