فنانة تشكيلية تطلق مسابقة للرسم على الكمامات

المدنية أونلاين ـ متابعات :

أطلقت الفنانة اليمنية التشكيلية سبأ جلاس، مسابقة فنية وتحدي من نوع خاص للفنانين التشكيليين الشباب في اليمن. ونشرت ذلك التحدي عبر مقاطع فيديو في صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تحت هاشتاج #تحدي_الكمامات.

وقد دعت الفنانة الشابة سبأ، التي تقيم في العاصمة صنعاء، في مسابقتها هذه الفنانين اليمنيين للمشاركة، وأعلنت فتح مجال التحدي والابداع فيما بينهم لمن يقوم برسم افكار توعوية على كمامات كورونا بطريقة بديعة تصل الى المتلقي بطريقة سريعة.

تقول سبا لمنصة صوت إنسان: “أنه للآسف، برغم ذلك التحدي وتناول تلك الرسومات والفيديوهات التي نشرتها على صفحتي الشخصية من قبل مواقع اخبارية وقنوات عالمية أشادت بتلك اللوحات والرسومات وتناولتها اعلاميا، الا انه لم يكن هناك أي تفاعل من قبل الفنانين اليمنيين التشكيليين، ولا اعلم السبب للان، هل هي ظروف خاصة تمنعهم، ام الوضع العام والخوف من جائحة كورونا الزمتهم بعدم التفاعل والمتابعة”.

على الرغم من ان الحرب الراهنة في اليمن والمستمرة منذ 5 سنوات، القت بتأثيراتها السلبية على اليمنيين في الداخل، الا أنها كانت فرصة للفنانة التشكيلية سبا العودة لممارسة هوايتها و موهبتها في الرسم، بعد أن كانت توقفت عنه بسبب عملها الوظيفي “وامتنعت عن نشر جهة عملها، فهي لا تحب ذلك “.

توقف الرواتب الحكومية وانعدام فرص الأعمال في اليمن نتيجة الحرب، جعلت سبأ، تعود للوحات والألوان ترسم تلك الرسومات البديعة التي تحاكي طبيعة الانسان اليمني وظروفه الصعبة التي يحولها الى قيم من الجمال والمعاني الانسانية.

البداية بالرسم بالدخان

تتذكر الشابة سبا في العام 2015 مع بداية القصف الجوي والغارات التي شنها طيران التحالف العربي على اليمن بقيادة السعودية، كيف كانت تتأمل الدخان الكثيف المتصاعد من جراء الغارات، وكيف يمكن تحويل ذلك إلى امل وجسر عبور لإيقاف الحرب.

حيث تأثرت سبأ بفنانين من فلسطين المحتلة، والذين لهم خبرة في تقديم ثقافة فنية كبيرة في الرسم بالدخان. وعملت سبا على تكرار تلك التجربة حيث كانت تجمع الصور التي يتناقلها المصورون ووكالات الأنباء أماكن القصف والانفجارات وتطاير الدخان في السماء وتقوم بتحويلها الى لوحة فنية بلمسة جمالية، تعطي مدلول إنساني بضرورة ايقاف الحرب، وانه لن يطول ذلك الحرب.

وعقب ذلك، انتشرت تلك الرسومات على نطاق واسع، إذ لاقت تفاعل كبير من قبل ناشطي شبكات التواصل الجميع مع تلك اللوحات. واستطاعت سبأ تنظيم مزاد لتلك اللوحات يعود عائدها لمشاريع انسانية، وقد شعرت سباء بسعادة غامرة وهي ترى رسوماتها قد حققت ذلك الانتشار، وبيعها في المزاد بقيمة 4,500 دولار أمريكي، وقد خصصت من قيمة بيع اللوحات لدعم مشاريع إنسانية، كما خصصت لمن تضرروا من القصف والحرب.

لوحة جدران المنزل

مع تفشي جائحة مرض فيروس كورونا (كوفيد19) وارتفاع حالات الإصابة في مناطق اليمن، وأهمية الوقاية منه، اعتكفت الفنانة سباء في فترة الحجر المنزلي بالالتزام بتعليمات الوقاية، لكنها لم تتوقف عن تحويل أي صورة هزلية الى لوحة فنية، على جدار الحوش الخارجي لمنزل اسرتها التي تقطن فيه، حولت ذلك الجدار الى لوحة فنية وزينة اربكت كل من يدخل المنزل ، ظنا انه دخل منزلا اخر بالخطأ ، حيث كان ذلك الجدار بمنظر بشع.


وتقول سبا: “كان في ذلك الجدار مخزن نضع فيه مقتنيات واغراض الاسرة، ورغم انني لست من هواة ولا احب الرسم على الجداريات لأنه صعب ومرهق ويأخذ وقت وجهد كبير، كما أن الشمس والرطوبة والأمطار تعيق من الاستمرار الرسم وأحيانا تشوه عمل اللوحة او الرسمة، إلا انني صممت على محو ذلك المنظر المخزي والبشع على جدار المنزل وقمت بالرسم علية بالألوان ليظهر بصورة تسر الزائرين اللذين تفاجئوا بعد ذلك بتقاسيم الجدار وألوانه الزاهية”.

الرسم على كمامات الوقاية

“حاليا، لا صوت يعلو على وباء كورونا، الجميع في حالة وخوف وهلع مع تزايد عدد المصابين، وبالتالي لابد ان يكون لنا كفنانين دور في ذلك من خلال نشر التوعية والتثقيف، فالفنان من خلال موهبته عليه تقديم رسالة إنسانية ايضا، بالنسبة لي واسرتي فنحن ملتزمون بالحجر المنزلي. وخلال هذه الفترة رسمت لوحة كبيرة لفايروس كورونا، كما انني قمت بالرسم على كمامات كورونا باستخدام الألوان الزيتية، ولم يكن الرسم لمجرد الرسم حيث اردت نشر توعية بأهمية استخدام الكمامة والوقاية وكيفية تعزيز المناعة، فهناك الكثير يحبون ان تنقل لهم التوعية والأفكار بطريقة رسومات او لوحات، والحمد لله كان هناك تفاعل كبير مع الرسومات على الكمامات”. قالت سبأ جلاس.

وتضيف سباء: “أسعى بإذن الله عقب هذه الجائحة الى تنظيم معرض لوحات خاص على الكمامات، الرسم على الكمامة متعب جدا لان نوعية القماش للكمامة ليست عملية وسهلة، لكني حبيت التجربة واعتبرها ناجحة وسط هذه الظروف، واتمنى بعون الله ان ينتهي سريعا هذا الوباء من اليمن والعالم، وسأظل مستمرة في نشر التوعية والوقاية عبر الرسومات المختلفة، ولا أفكر حاليا في تنظيم أي مزاد بخصوص الجائحة، يكفي المزادات الست التي نظمتها سابقا وحققت نجاح فاق التوقعات”.

مشغل الفيديو