الأسواق العالمية تنتعش بدعم البيانات وتتجاهل مخاوف الوباء

المدنية أونلاين/متابعات:

شهدت الأسواق العالمية الكبرى أمس انتعاشا واضحا، متجاهلة إلى حد بعيد مخاوف ارتفاع الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد في الولايات المتحدة، والتفت المستثمرون بشكل أكبر إلى بيانات اقتصادية قوية من الولايات المتحدة والصين وأوروبا تزيد من آمال التعافي الاقتصادي.

وتعافى نشاط قطاع الخدمات الأميركي بشكل كبير في يونيو (حزيران)، ليعود تقريبا إلى مستويات ما قبل جائحة «كوفيد - 19» لكن عودة حالات الإصابة بفيروس «كورونا» للزيادة التي دفعت بعض المطاعم والحانات للإغلاق مجددا تهدد التعافي.

وقال معهد إدارة التوريدات الاثنين إن مؤشره للأنشطة بخلاف الصناعات التحويلية قفز إلى قراءة عند 57.1 الشهر الماضي، وهو أعلى مستوى منذ فبراير (شباط)، من 45.4 في مايو (أيار) مواصلا التعافي من قراءة عند 41.8 في أبريل (نيسان)، والتي كانت الأدنى منذ مارس (آذار) 2009.

وتشير قراءة فوق مستوى الخمسين إلى نمو في قطاع الخدمات الذي يشكل أكثر من ثلثي النشاط الاقتصادي الأميركي. وكان اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن يصعد المؤشر إلى قراءة عند 48.9 في يونيو.

وارتفع مؤشر الطلبيات الجديدة بقطاع الخدمات في المسح إلى قراءة عند 61.6 في يونيو من 41.9 في الشهر السابق عليه. وكانت هناك زيادة في طلبيات التصدير، وارتفع مستوى تراكم الطلبيات. وصعد مؤشر التوظيف بقطاع الخدمات إلى قراءة عند 43.1 الشهر الماضي من 31.8 في مايو.

وسجلت بورصة نيويورك الاثنين ارتفاعا في بداية جلستها، بعد عطلة استمرت ثلاثة أيام في الولايات المتحدة. وقرابة الساعة 13:55 بتوقيت غرينيتش، ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1.65 في المائة ليبلغ 26.253.15 نقطة. كما ارتفع مؤشر ناسداك، الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا، بنسبة 1.75 في المائة ليبلغ 10.386.66 نقطة. أما مؤشّر «ستاندرد أند بورز 500» الأوسع نطاقاً والذي يضم أسهم أكبر 500 شركة مدرجة في وول ستريت، فارتفع بنسبة 1.50 في المائة ليصل إلى 3.176.96 نقطة.

وسجلت وول ستريت ارتفاعا ملحوظا الأسبوع الماضي، مدفوعة، إلى جانب أمور أخرى، بأرقام التوظيف التي تجاوزت المتوقع في الولايات المتحدة، إذ ارتفع، من الاثنين إلى الخميس، مؤشر داو جونز بنسبة 4 في المائة وناسداك بنسبة 4.6 في المائة.

ورأى باتريك أوهار من موقع بريفينغ دوت كوم أن «الرقم القياسي لعدد الإصابات اليومية بفيروس (كورونا) المستجد في الولايات المتحدة لم يؤثر قط على سوق الأسهم هذا الصباح».

وأوضح أوهار «قد يتغير الأمر، ولكن الاعتقاد بأن معظم الحالات الجديدة تشمل الشباب يبدو أنه يطمئن» السوق، مشيرا كذلك إلى تفاؤل المستثمرين بشأن تطوير علاج أو لقاح للفيروس.

وفي هذا السياق، أعلنت الشركة الأميركية ريجينيرون للتكنولوجيا الحيوية الاثنين بدء المرحلة الثالثة من التجارب السريرية على لقاح ضد الفيروس. وارتفع سهم الشركة بنسبة 0.91 في المائة في بورصة نيويورك.

وعزز ارتفاع وول ستريت أيضاً عافية أسواق الأسهم الآسيوية، التي تفاعلت إيجابا مع التوقعات الاقتصادية في الصين الناجمة عن العديد من المؤشرات المتقدمة والتي تشير إلى استئناف للنشاط أكثر وضوحا مما كان متوقعا. وبذلك، قفزت بورصة شنغهاي بنحو 6 في المائة وبورصة هونغ كونغ بنحو 4 في المائة.

وفي سوق السندات، بلغت الفائدة على السندات الأميركية لمدة 10 سنوات 0.6923 في المائة، مقابل 0.6693 في المائة مساء الخميس.

وفي أوروبا، قفزت الأسهم في المعاملات المبكرة الاثنين، حيث أشاعت موجة صعود بالأسواق الصينية جوا من التفاؤل إذ يعول المستثمرون على قيادة ثاني أكبر اقتصاد في العالم تعافيا من أزمة فيروس «كورونا».

وبحلول الساعة 07:14 بتوقيت غرينيتش، كان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي مرتفعا 1.7 في المائة، في ظل مكاسب قوية لأسهم الشركات المنكشفة على الصين مثل منتجي السيارات والمصانع وشركات الطاقة ومصنعي المنتجات الفاخرة. وصعدت أسهم البنوك أيضا. وارتفع المؤشر داكس الألماني وفاينانشيال تايمز 100 في لندن وكاك 40 الفرنسي حوالي اثنين في المائة.

وقفز مؤشر الأسهم القيادية الصيني أكثر من خمسة في المائة وسط استغلال المستثمرين توافر التمويل الرخيص للاستثمار في اقتصاد يتوقع المحللون أن يتعافى على نحو أسرع وأفضل من الاقتصادات الرئيسية الأخرى التي تكابد موجات إصابة جديدة بالفيروس.

وصعدت أسهم شركتي بناء المنازل البريطانيتين تايلور ويمبي وبارات دفلوبمنتس حوالي خمسة في المائة بعد تقارير بأن وزير المالية البريطاني ريشي سوناك يعتزم رفع حد للإعفاء من الضريبة العقارية، في إطار خطوات لاحتواء التداعيات الاقتصادية للأزمة الصحية.

وفي آسيا، ارتفعت الأسهم اليابانية إذ دعمت مؤشرات انتعاش اقتصادي في الصين شركات الشحن البحري وإنتاج الصلب، في حين رجحت كفة إمكانية تبني مزيد من سياسات الدعم لمواصلة التعافي أمام القلق إزاء تصاعد الإصابات بفيروس «كورونا» في بعض الولايات الأميركية.