الميليشيات ترد على خسائرها باستهداف مأرب بصاروخ باليستي

المدنية أونلاين ـ متابعات خاصة :

 

عادت الميليشيات الحوثية مجددا لاستهداف الأحياء السكنية في مدينة مأرب بالصواريخ الباليستية، في مسعى انتقامي للرد على خسائرها الضخمة في جبهات القتال المشتعلة في قانية والجوف ونهم.

وفي حين اعترفت الجماعة في وسائل إعلامها بمقتل نحو ألف عنصر من مسلحيها خلال ستة أسابيع فقط، كثف قادتها المحليون من تحركاتهم في محافظات إب وذمار وصنعاء وعمران لتحشيد المزيد من المجندين الجدد.

وأثار القصف الحوثي للمدنيين في مأرب غضباً حكومياً وشعبياً واسعاً، بعدما تسبب صاروخ باليستي سقط مساء الأربعاء على أحد الأحياء السكنية في إصابة نساء وأطفال وإحداث دمار في المنازل.

وقال شهود إن الصاروخ سقط في حي الشركات، وخلّف عدداً من المصابين، وتسبب بدمار واسع، فيما هرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث لنقل الضحايا.

وصعّدت الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران عمليّاتها الإرهابية، مستهدفة المدنيين والأحياء السكنية بعد يوم واحد من تصريح المتحدث باسمها يحيى سريع بأن جماعته ستنفّذ عدداً من العمليات.

في السياق نفسه، ندد وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني بالقصف الصاروخي على الحي السكني المكتظ بالسكان وسط مدينة مأرب، وقال في تصريح رسمي إن «استمرار الميليشيا الحوثية في استهداف منازل المواطنين والمنشآت العامة والخاصة في مدينة مأرب بالصواريخ الباليستية وإقلاق الأمن والاستقرار والسكينة العامة، نابع من حقد دفين على المدينة وأبنائها الذين كانوا أول من تصدى للمخطط الانقلابي والمشروع الإيراني».

‏وأكد الإرياني أن الميليشيات الحوثية «عجزت عن إحداث اختراق عسكري باتجاه مدينة مأرب، رغم كل رهاناتها والأنساق البشرية والعتاد العسكري الذي دفعت به لتعود كل مرة بخفي حنين، وراحت ترمي حمم فشلها وخيبتها بإطلاق صواريخ باليستية للانتقام من المدينة التي تحتضن مئات الآلاف من النازحين». وفق تعبيره.

وقال: «إن محافظة مأرب التي قاومت ميليشيا الحوثي وأسقطت أسطورة الجماعة التي لا تُقهر في أوج قوتها، بعد التمرُّد والانقلاب على الدولة ومؤسساتها، ونهب عتاد الجيش في عام 2015. لن تستسلم اليوم أمام محاولات ترهيبها وتركيعها والنيل من عزيمة أبنائها بهذا الاستهداف الجبان».

من جهتها، استنكرت وزارة حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية سلسلة الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها مدينة مأرب، من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية، التي كان آخرها جريمة استهداف منازل المواطنين بحي الشركة السكني وسط المدينة بصاروخ باليستي.

وأوضحت الوزارة في بيان أن القصف أسفر عن إصابة ثلاثة أطفال وامرأة، بينهم الطفلة أفراح مفرح الأحمدي (10 سنوات)، بشظايا متفرقة من جسمها والطفلة زهراء يحيى أحمد سراج (5 سنوات) بشظايا في أنحاء جسمها بالإضافة إلى تضرر وإحداث خسائر مادية كبيرة وأضرار في عدد من المنازل المحيطة بموقع سقوط الصاروخ».

وأكد البيان أن استهداف ميليشيا الحوثي للمدنيين والمناطق المأهولة بالصواريخ الباليستية يعد تصعيدا خطيرا، ويمثل انتهاكا صارخا للقوانين والأعراف الدولية، وانتهاكاً سافراً لقواعد القانون الدولي الإنساني، ويقوض جهود السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وتعد جريمة حرب.

وطالبت الوزارة من المجتمع الدولي والمبعوث الأممي ومجلس الأمن والجامعة العربية ودول التحالف الداعم للشرعية والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان، توثيق الجرائم الحوثية والتدخل العاجل لوضع حد لها، التي لن تسقط بالتقادم، بحسب ما جاء في البيان.

وفي معرض تعليقه على الهجوم الباليستي، أوضح المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية العقيد تركي أن الجماعة الحوثية مستمرة في انتهاك القانون الدولي الإنساني بإطلاق الصواريخ الباليستية وسقوطها عشوائياً على المدنيين، وكذلك التجمعات السكانية، التي تهدد حياة المئات من المدنيين.

وقال: «إن عملية الإطلاق هذه تصعيد متعمد ضد المدنيين الأبرياء، وتأتي في سياق نهج الميليشيا الحوثية الإرهابية باستهداف المدنيين والأعيان المدنية بالداخل اليمني ودول جوار اليمن».

وأكد العقيد المالكي أن قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة، في اتخاذ الإجراءات الصارمة والرادعة لتحييد وتدمير هذه القدرات الباليستية لحماية المدنيين بالداخل اليمني، وحماية الأمن الإقليمي والدولي.