منحة سعودية بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي لدعم خطة الإستجابة الطارئة لسبل العيش في اليمن

المدنية أونلاين/وكالات:

ساهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في المملكة العربية السعودية بمبلغ 5 ملايين دولار لدعم الجهود التي تبذلها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) لتقديم العون للأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد وسوء التغذية في اليمن لا سيما بعد تفشي جائحة كوفيد-19.

ولا يزال اليمن يمثل أكبر أزمة إنسانية في العالم. وتشكل الأزمات الاقتصادية، والنزاعات المستمرة، وحالات النزوح واسعة النطاق، والكوارث المناخية المتكررة، والأزمات الزراعية المرتبطة بالآفات، والآن كوفيد-19، معوقات حقيقية أمام تحقيق الأمن الغذائي وجهود تحسين التغذية.

ومن شأن المنحة السعودية الجديدة دعم خطة عمل الفاو في اليمن، وتعزيز التدخلات الزراعية الطارئة للمنظمة، وتخفيف معاناة السكان اليمنيين المتضررين من الجائحة والذين يعيشون حالة من انعدام الأمن الغذائي.

ويستهدف المشروع الطارئ أكثر من 31,400 أسرة من العائلات الأكثر ضعفاً (حوالي 220,000 شخص)، وتحديداً النساء والأسر التي تعيلها نساء، والمقيمين والنازحين داخلياً على حد سواء، وذلك عبر تسع مديريات في جميع أنحاء محافظة شبوة اليمنية.

ويبني المشروع على تحليل التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الحاد للفترة من يوليو/تموز إلى ديسمبر/كانون الأول 2020، الصادر في يوليو/تموز 2020، وذلك من خلال استهداف مجموعات المستفيدين المختلفة من الفئات الأكثر معاناة من انعدام الأمن الغذائي والتغذوي. وستحصل هذه الأسر الضعيفة على دعم فوري لسبل العيش الزراعية والتدريب على التغذية لتحسين أمنها الغذائي وحالتها التغذوية.

وفي هذا السياق، قال حسين جادين، ممثل منظمة الفاو في اليمن: "بفضل الدعم السخي المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2020، يمكن للمنظمة تعزيز فرص حصول الأسر الأكثر ضعفاً على الغذاء في جميع أنحاء البلاد". وأضاف: "يجب أن نتذكر أن حماية سبل العيش تعني حماية الأرواح، وأن زيادة الإنتاج الزراعي تؤدي إلى زيادة دخل الأسرة، وتحسين سبل عيش من هم في أمس الحاجة إلى ذلك".

نحو شراكة أقوى

بدأت الشراكة الوثيقة بين "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" ومنظمة الأغذية والزراعة قبل خمس سنوات، وركزت على دعم الأسر اليمنية المتضررة من الأزمة، واستعادة إنتاجها الغذائي بسرعة، وتعزيز حصولها على الأغذية ذات القيمة الغذائية العالية.

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، عززت المنظمة بشكل كبير مساعداتها لليمن بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة، لتصل إلى أكثر من 3 ملايين يمني من الفئات الصعيفة من خلال تقديم مزيج من بذور المحاصيل والخضروات، ومعدات الصيد، والمعدات اللازمة لإنتاج الدواجن، والدعم النقدي، وحملات الصحة الحيوانية، والإمدادات من الحيوانات وعلف الحيوانات، إلى جانب تطوير سلسلة القيمة.

وتقدم الشراكة القائمة بين السعودية والمنظمة الدعم للمستفيدين لاستعادة سبل عيش المزارعين والصيادين والرعاة وتعزيز أمنهم الغذائي والتغذية، وهي تصل إلى 202,797 مستفيداً من القطاع الزراعي و2,580,911 مستفيداً من قطاع خدمات الصحة الحيوانية و92,960 مستفيداً من قطاع مصايد الأسماك. وأدى الدعم المقدم إلى زيادة الإنتاجية بين المجتمعات المحلية وتعزيز قدرة الأسر المتضررة من النزاع على الصمود واستعادة سبل عيشها الزراعية.

الأزمة الغذائية في اليمن

وكان التحليل الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الصادر في يوليو قد حذر من أزمة كبيرة قد تعكس مكاسب الأمن الغذائي التي تحققت بصعوبة على صعيد الأمن الغذائي في اليمن. وتوقع التحليل حصول زيادة مقلقة للغاية في عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي في مرحلة الأزمة (المرحلة الثالثة من مراحل التصنيف المتكامل للأمن الغذائي) ومرحلة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف) بحلول نهاية العام.

وقد تراجع انعدام الأمن الغذائي الحاد في هذه المناطق خلال العام الماضي بفضل زيادة ملحوظة في المساعدات الإنسانية، ولكن قد تذهب نتائج كل هذا العمل الجيد هباء مع التوقعات بارتفاع عدد السكان الذين يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد من مليوني شخص إلى 3.2 مليون شخص خلال الأشهر القليلة القادمة.

وقد يواجه 40 في المائة من السكان (في يوليو/تموز – ديسمبر/كانون الأول) من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، حتى مع استمرار المساعدات الغذائية الإنسانية وحصول المعوزين عليها.