الشهيد الزريقي.. نجم جديد يتوهج بالقوة والأمل

المدنية أونلاين/أحمد عثمان:

ست سنوات من الملاحم المدهشة التي يخوضها الشعب اليمني بهؤلاء الأبطال والقادة والجنود لا نراهم أو نحس بأهميتهم إلا عند استشهادهم في المواقع المتقدمة وفي الساعات الحرجة ليفتحوا بخاتمتهم بابا جديدا للأمل  ومرحلة جديدة للمجد وقوة الشعب.  

كان آخر هؤلاء العظماء القائد الشهيد عبد نعمان الزريقي الذي توهج قبل البارحة تماما كما توهج قبله الكثير من عظماء اليمن من يمثلون البسطاء ويدافعون عن الكرامة ويمثلون سفراً من قوة مدهشة.

بالأمس القريب توهج القائد عبدالغني شعلان والقائد حمزة شداد نفس المشهد ونفس الموقع ونفس المثال ونفس المواقف البطولية التي يتغنى بها التاريخ ويفخر بها الأجيال ليفتحوا نوافذ أوسع للأمل ويقولوا للعدو والصديق وللقريب والبعيد.

اليمن منتصرة ومتجددة القوة ومستمرة في نضال لا يعرف التعب أو التوقف، فوجود مثل هؤلاء هم القوة والأمل فنحن لا نخاف من العدو نخاف من تصحر الساحة من  الأبطال المخلصون وعندما نرى نماذج هؤلاء تتوهج يتضح لنا أن الأرض ولادة وأن الحديقة مزدحمة بالأبطال وتنتج السنابل كل ربيع، وأن الشمس تشرق كل يوم بنهار جديد ممتد من حميد القشيبي إلى عبد نعمان الزريقي ولا مكان للإحباط والعجز ووسواس  الياس فالأمهات تنجب الأبطال كل يوم والأرض تتنفس حرية وتتكلم  يمني جمهوري وتتفجر قوة رافضة في كل لحظة وكل مكان.

لقد خرج الشاب عبد نعمان الزريقي البشوش البسيط من قريته الزريقة عندما وجد أن منادي الوطن يصرخ بأبنائه أن هبوا للتضحية فانطلق بروح القائد ليتحول الى رمز وايقونة ومصدر أمان. خرج مسرعا حافيا أعزلا لا يجد غير روحه ليمتشقها دون  تردد.

وعند ما يمتشق الأحرار الروح سيفا فلا شيء يخيفهم ويتحول تراب الأرض إلى قنابل محرقة ودعاء الأمهات إلى امكانيات كافية وحتما يكون النصر حليف قضيتهم طال الزمن أم قصر. سيفا يمتد من الأرض الى السماء ومن الزريقة الى عدن ومن التربة الى عمران ومن تعز الى مارب وشبوة ليكون سيفا لليمن قاطبة.

وقد كان مثله مثل سابقية  الشدادي والقشيبي والصهيبي وشعلان واليوسفي وهزبر ومحمد صالح ومبارك وجمال والحياني والرامسي والشجاع وما اكثرهم الذين مثلوا ومازالوا روحا واحدة  امتدادا لروح وكفاح  القردعي والزبيري والنعمان والموشكي والآنسي ولبوزة وعبود وعبد الرقيب وصالح فرحان واللقية والفضيل وجمال جميل وحاميم ومطهر والحروي وكوكبة الاحرار المتوالدة.

إنها الجمهورية الثانية المرحلة المكثفة لنضال اليمنيين هي الأكثر إدراكا وتجربة والأوضح صورة والأعمق رؤية والأوسع وعيا وانتشارا والأقوى إرادة والأصلب عودا لن تترجل عن صهوة الكفاح المقدس ولن يتخلى الشعب عن  روحه سيفا ممشوقة للحرية وكرامة اليمني حتى النصر، نصرا لا يخدع فيه الشعب ولا تستغفل جمهوريته مرة أخرى. 

رحم الله القائد الشهيد عبد نعمان الزريقي، إنها الشهادة.. والشهادة مرتبة سامقة  لا ينالها الا الكبار والشامخون الذين يتأبطون المنايا ويصنعون التاريخ وينسجون من الموت نافذة أمل ووثيقة نصر و بوابة خلود.