ارتفاع أسعار النقل والمواصلات في عدن.. هل يوقف الدراسة؟

المدنية أونلاين/فؤاد مسعد:

أعفى أساتذة في جامعة عدن طلابهم من حضور المحاضرات تقديراً لظروفهم جراء الارتفاع المتواصل لأسعار النقل والمواصلات الناتج عن ارتفاع أسعار المشتقات النفطية. 

وفي مدارس التعليم الأساسي والثانوي قال كثير من أولياء الأمور أنهم سيعيدون النظر في موضوع الالتزام بإرسال أبنائهم للمدارس بعدما أبلغهم سائقو الحافلات التي تنقل الطلاب إلى المدارس بارتفاع أسعار نقل أبنائهم إلى الضعف عما كانت عليه قبل يومين.

ويقول أحد الآباء أن لديه 4 أطفال في التعليم الأساسي مسجلين لدى إحدى الحافلات لنقلهم إلى مدارسهم بمبلغ شهري يصل إلى 8 آلاف ريال عن كل طالب، ما يعني أنه يدفع شهريا 32 ألف ريال، ولكن سائق الحافلة أبلغه أمس الأول الثلاثاء أن المبلغ المطلوب شهرياً سيكون 64 ألف ريال، ويقول أن راتبه – في هذه الحالة- بالكاد يكفي رسوم مواصلات أبنائه في المدرسة، ويتساءل: ماذا بشأن بقية الالتزامات من توفير الغذاء والمواد الضرورية لأسرته؟

وهذا هو حال غالبية الأسر في مدينة عدن، مع الارتفاع الذي لا يتوقف منذ عدة أشهر في أسعار المواد الغذائية بسبب انهيار سعر العملة المحلية وكذلك ارتفاع أسعار المشتقات النفطية الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع أسعار النقل والمواصلات، وهذا الأمر يلقي بظلاله على الجميع وعلى الطلاب وأهاليهم على وجه الخصوص.

وهنا بات السؤال المطروح بإلحاح: هل تقوى الأسر على تحمل نفقات المواصلات ونقل أبنائها إلى المدارس والجامعات بعد الارتفاع الجنوني؟ مع أن هناك أسر بدأت تغض الطرف عن تغيب أبنائها عن الدراسة، خاصة الأسر التي لديها عدد كبير من الأبناء وأغلبهم ملتحقون بالدراسة إما بالمدارس الأساسية والثانوية أو في الجامعات.

يذكر أن أسعار المواصلات في عدن شهدت ارتفاعا ملحوظا في الأشهر الماضية تارة بحجة الأزمات المتلاحقة في المشتقات النفطية وتارة أخرى لارتفاع أسعار المواد الأساسية، وفي أوقات كثيرة تتوقف حركة النقل والمواصلات في المدينة للأسباب نفسها.

وتبلغ الأسعار في الوقت الراهن 300 ريال بين المناطق الداخلية لعدن كحد أدنى فيما وصل الحد الأقصى إلى 500 ريال، ويضطر بعض الطلاب – خاصة الذين تقع كلياتهم في الحرم الجامعي غرب عدن للتنقل في أكثر من محافلة واستخدام أكثر من محطة وفي كل حافلة يدفع نحو 400 ريال ما يعني أن الطالب الواحد قد يضطر لصرف 2000 ريال في اليوم الواحد، وهذا يصعب الوفاء به على غالبية الأسر في عدن خاصة تلك التي يعولها موظف لا يتجاوز راتبه 100 ألف ريال (نحو 70دولار)، مع أن نسبة كبيرة من الموظفين انقطعت مرتباتهم أو تتعرض للتأخير فلا يتسلمون رواتبهم إلا بعد مرور ثمانية أو عشرة أشهر.